[الفائدة السادسة عشرة: وجوب شكر المنعم]
قد ثبت عند أئمتنا أن وجوب شكر المنعم حكم عقلي، وأنه معلوم بالضرورة، ويزيده بيانا أن المعلوم: أن فاعل الإحسان يجد عنده فرقا جليا بين من قابل إحسانه بالثناء ونحوه، وبين من قابله بالذم والإساءة إليه، وفي عهد علي عليه السلام للأشتر: (ولا يكون المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة، وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه). رواه في النهج.
وفيه إشارة إلى فائدة التمييز بين المحسن والمسيء، وهو نوع من فوائد وجوب شكر المنعم، ومن فوائده استحقاق الشاكر المدح والسلامة من الذم، والتحلي بصفة الكمال والسلامة من صفة النقص مع استحقاق الثواب آجلا، والسلامة من العقاب كذلك، ولا شك أن الشكر من أسباب المزيد والكفر من أسباب الحرمان وقال الشاعر:
نبئت عمرا غير شاكر نعمتي .... والكفر مخبثة لنفس المنعم
ومن كلام علي عليه السلام: (لولم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمته) رواه في النهج. وهو نص في المقصود.
صفحه ۱