انساب الاشراف
أنساب الأشراف
پژوهشگر
سهيل زكار ورياض الزركلي
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م
محل انتشار
بيروت
ابْنَكُمْ لَكُمْ وَأَغْذُوهُ. هَيْهَاتَ. أَبَى الْحَزْمُ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ذَلِكَ» . فَانْصَرَفُوا عَنْهُ.
فَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ [١]:
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ يُقْتَلُ أَحْمَدُ ... وَلَمَّا نُنَاضِلُ دُونَهُ وَنُقَاتِلُ
وَقَوْلُهُ أَيْضًا:
أَتَرْجُونَ أَنْ نشجى يقتل مُحَمَّدٍ ... وَلَمْ تَخْتَضِبْ سُمْرُ الْعَوَالِي مِنَ الدَّمِ
٥٥٥- قَال: وَأَتَوْهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَأَعْلَمُوهُ أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَأْخُذْ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَيَرُدَّهُ [٢]، قَتَلُوهُ غِيلَةً. وَقَالُوا: قَدْ أَعْذَرْنَا إِلَيْكَ. فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ دُخُولِ أَبِي طَالِبٍ الشِّعْبَ.
٥٥٦- وأما عمارة بن الوليد، فيقال إنه وعمرو بن العاص توجها برسالة قريش إلى النجاشي في أمر من بالحبشة من المسلمين، يفسدانه عليهم، ويهجنانهم عنده، ويسألانه [٣] دفعهم إليهما. وحملوهما إليه وإلى بطارقته هدايا من آدم وغيره. وذلك وهم. وقيل: إنه كان مع عمرو بن العاص في هذه المرة عبد الله ابن أبي ربيعة، ولم يكن معه عمارة. فردهما النجاشي مقبوحين خائبين. فاشتدت قريش عند ذلك على النبي ﷺ. وهذا الثبت. إن عمرا وعمارة خرجا بعد ذلك في تجارة إلى الحبشة، وكانا طريقين فاتكين. وكانت مع عمرو امرأته. فقال لها عمارة، وهما يشربان في السفينة: قبليني. فقال لها عمرو:
قبلي ابن عمك. ففعلت. وحذره عمرو. فأرادها عمارة على نفسها، فامتنعت.
وفطن عمرو بذلك. ثم إن عمرا جلس على حرف السفينة ليبول. فدفعه عمارة في البحر. وكان يجيد السباحة: وأخذ بالقلس وتخلص، فاضطغنها عليه.
وكتب إلى أبيه/ ١٠٨/ العاص بن وائل: أن اخلعني وتبرأ مني ومن جريرتي على بني المغيرة وبني مخزوم، فقد كان من عمارة كيت وذيت. وهو يرصد
[١] مصعب الزبيري، ص ٩٤، ابن هشام، ص ١٧٤ (ونقل جميع القصيدة) . [٢] خ: ترده. [٣] خ: يفسداه عليهم ويهجنانهم عندهم ويسألاه.
1 / 232