وهذا هو المعقول؛ لأنه هو الواقع الذي أعلمه من نفسي كيفما كان حكم القياس ...
نعم ... لقد كنت شيخا في الشباب، وأصح من هذا أن أقول: بل كنت شيخا في الطفولة الأولى قبل أن أجاوز سبع سنوات.
ولا أطيل في وصف العوارض والبدوات التي تدل على أطوار الشيخوخة في تلك السن المبكرة، فإن طورا واحدا يغني عن عشرات الأطوار، وحسبي أن أذكر أنني لم ألبس قط بنطلونا قصيرا، وأصررت كل الإصرار على رفضه مع فرحي بالملابس الجديدة المجهزة لدخول المدرسة مع زملائي وأقربائي، وقد كنت من أصغر التلاميذ سنا في السنة الأولى الابتدائية، وكانوا جميعا بالبنطلونات القصيرة ما عداي، فقد أصبح إيجاد البنطلون الطويل لمن كان في مثل سني مشكلة تجارية في المدينة الصغيرة، لو لم يسعفني طول القامة الذي جعلني أطول من لداتي بنحو سنتين!
هذا المثل يغني عن أمثال ... •••
وأحسب أن هذا الشعور قد لازمني في كل مرحلة من مراحل حياتي، وأحسبني أشير إليه حين قلت أخاطب الشيب وأنا في السادسة والعشرين:
دون الثلاثين تعروني وما انصرمت
إلا كما تنقضي الأعوام في الحلم!
قل لابن تسعين لا تحزن فذا رجل
دون الثلاثين قد ساواك في الهرم
إذا ادكرت شبابا في النعيم مضى
صفحه نامشخص