117

فأعجب شيء عندي هو تهالك الناس على اقتناء الضياع والقصور، وجمع الذخائر والأموال ... •••

وربما امتد العجب من هذا إلى ما هو أكبر وأعظم إلى رجالات التاريخ، وأبطال الفتوح والغزوات ...

فالمتوسعون في الفتح أعجب عندي من المتوسعين في الثراء، وكلامي عن هتلر ونابليون والإسكندر هو أثر من آثار هذه العقيدة أو هذا الشعور ...

وقد يخطر لبعض القراء أنها «فلسفة نظرية»، أو نزعة من نزعات الرأي والتدبير ...

أما الواقع الذي أعلمه من نفسي فهو أن الطبع أغلب هنا من التطبع ...

فلم أشعر قط بتعظيم إنسان لأنه صاحب مال، إن لم يكن أهلا للتعظيم بغير مال ...

ولم أشعر قط بصغري إلى جانب كبير من كبراء الثراء، بل شعرت كثيرا بصغرهم حيث يستحقون التصغير ...

وكنت أعتقد دائما أن نابليون مهرج إلى جانب باستور، وأن الإسكندر المقدوني بهلوان إلى جانب أرشميدس، وأن البطل الذي يخوض الحرب ذودا عن الحق والعقيدة أكرم جدا من كل «بطل» يقتحم الحروب ليقال إنه دوخ كذا من الأمم، وفتح كذا من البلدان ...

من هنا كنت قليل المبالاة بالمقتنيات المادية؛ لأن احتواءها لا يعظم من يحتويها في نظري، ونقصها عندي لا يصغرني بالنسبة إليه ... •••

أما فلسفتي في الحياة من الناس، فأثر التجربة والدرس فيها أغلب من أثر الطبيعة الموروثة ...

صفحه نامشخص