116

وخلاصة التجارب كلها في الحب أنك لا تحب حين تختار ولا تختار حين تحب، وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت؛ لأن الحياة وتجديد الحياة وفقد الحياة هي أطوار العمر التي تملك الإنسان، ولا يملكها الإنسان ...

وقد تسألني في خاتمة المطاف: هل الحب إذن أمنية نشتهيها؟ أو هي مصيبة نتقيها!

ولي أن أقول: إنه مصيبة حين تحمل به نفسا ثانية مع نفسك وأنت تريدها ولا تريدك، وإنه أمنية حين تتعاون النفسان ولا تتخاذلان ...

وليس بالمصيبة، ولا يكفي فيه أن يوصف بالأمنية، حين لا عبء ولا تخفيف، بل تنطلق النفسان محمولتين معا على كاهل «النوع» كله أو على أجنحة الخلود التي تسبح في أنوار عليين ... وما من محبين إلا اتفقت لهما هذه الرحلة السماوية في سهوة من سهوات الأيام ... (4) فلسفتي في الحياة

من فلسفة الحياة ما نستمده من الطبع الموروث ...

ومنها ما نستمده من تجربة الحوادث والناس ...

ومنها ما نستمده من الدرس والاطلاع ...

وهي في اعتقادي على هذا الترتيب في القوة والأصالة، فلا يتفق الناس في فلسفة الحياة إذا كان بينهم اختلاف في الطبع الموروث، وإن اتفقوا في الدرس والاطلاع، أو اتفقوا في تجارب الحياة ...

وأهم جانب من جوانب فلسفتي في الحياة هو ما استفدته من الطبع الموروث، وجاءته بعض الزيادة من التجربة أو القراءة ...

وأعني به قلة الاكتراث للمقتنيات المادية ...

صفحه نامشخص