وكانت البئر على مرمى الحجر من البيت.
وفيما نحن نمشي إليها، قلت مغريا بالحديث: إن اليوم لجميل. قالت وفي صوتها رنة الأسى والحنين: هو كذلك، وإن أيامنا هنا لتثير في النفس الحنين إلى البلد الذي جئنا منه.
قلت: ومن أين أنتم؟
قالت: من الإسكندرية.
قلت من عجب ودهشة: ماذا أسمع، أمن الإسكندرية أنتم؟ وفيها موطني، ولديها دار أهلي وقومي، فمن أية ناحية منها جئتم؟
قالت: من جنوبها، أراك تعرفها.
وتهللت أسارير الفتاة.
واسترسلت تسائلني قائلة: لا حدثتني عنها إن كنت قد جئت منها منذ حين قريب؟ فقد انفرطت علينا أربعة أعوام سويا ونحن عنها في بين أليم ... نبئني متى كان آخر عهدك بها؟
قلت: غادرتها منذ ستة أشهر فقط وأنا أدعى «ت».
فصاحت فرحة متهللة: يا عجبا! ألست في دهش من لقائنا ونحن أهل بلد واحد في موضعنا هذا، فهلا أقمت حتى يجيء أبي؟
صفحه نامشخص