إلياس عليه السلام
قال الطبري: لما مات حزقيل كثرت الأحداث في بني إسرائيل، وتركوا عهد الله تعالى، وعبدوا الأوثان، فبعث الله تعالى إليهم إلياس بن العيزار بن هارون بن عمران، وقيل: إنه بعث إلى أهل (بعلبك) وكانو يعبدون صنما يقال له: بغل فتمادوا في الكفر، فدعا عليهم، فأمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى هلكت المواشي والدواب وجهد الناس فسألوه أن يدعو لهم ووعدوه بالتوبة فدعالهم ففرج عنهم، فدعا إلياس إلى الله تعالى أن يقبض روحه فكساه الله الريش، وجعله يطير مع الملائكة، فكان أنسيا ملكيا أرضيا سماويا، هكذا قاله القضاعي، والله أعلم.
اليسع -عيه السلام-
هو اليسع بن أخطوب كان تلميذا لإلياس فدعى له فنبي بعده، وهو يعرف بابن العجوز، فأقام اليسع زمانا ثم قبضه الله تعالى، وخلف فيهم الخلوف، وعظمت فيهم الخطايا، وعندهم التابوت يتوارثونه لا يلقون به عسكر(1) إلا هزموه إلى أن عظمت أحداثهم فسلط الله عليهم ملكا فقاتلهم وانتزع التابوت منهم وسبى نسائهم وذراريهم وفرج أمرهم، وكانوا يتوفون أحيانا فيكفيهم الله شر من بغى عليهم ثم ينكثون فيسلط عليهم من ينتقم منهم، فمكثوا كذلك أربعمائة وستين سنة ما بين وفاة يوشع إلى أن عادت النبوة والملك إليهم [بشمويل -عليه السلام](2).
صفحه ۲۵