وقال سليمان حفيد ابن عبد الوهاب في(تيسير العزيز الحميد)ص209: (فحديث الأعمى شئ ، ودعاء غير الله تعالى والإستغاثة به شئ آخر. فليس في حديث الأعمى شئ غير أنه طلب من النبي (ص) أن يدعو له ويشفع له ، فهو توسل بدعائه وشفاعته ، ولهذا قال في آخره: اللهم فشفعه في ، فعلم أنه شفع له . وفي رواية أنه طلب من النبي (ص) أن يدعو له ! فدل الحديث على أنه (ص) شفع له بدعائه ، وأن النبي (ص) أمره هو أن يدعو الله ، ويسأله قبول شفاعته . فهذا من أعظم الأدلة أن دعاء غير الله شرك لأن النبي (ص) أمره أن يسأل قبول شفاعته ، فدل على أن النبي (ص) لايدعى ، ولأنه (ص) لم يقدر على شفائه إلا بدعاء الله له . فأين هذا من تلك الطوام؟! والكلام إنما هو في سؤال الغائب (يقصد النبي بعد موته ) أو سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله ! أما أن تأتي شخصا يخاطبك ( يعني شخصا حيا ) فتسأله أن يدعو لك ، فلا إنكار في ذلك على ما في حديث الأعمى . فالحديث سواء كان صحيحا أو لا ، وسواء ثبت قوله فيه يا محمد أو لا، لايدل على سؤال الغائب (الميت) ولا على سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله ، بوجه من وجوه الدلالات . ومن ادعى ذلك فهو مفتر على الله وعلى رسوله (ص) !! انتهى .
فانظر كيف شكك في حديث الأعمى الذي صححه علماء المذاهب ، وقبله إمامه ابن تيمية !
ثم انظر كيف افترض أن المستشفع (يدعو) النبي صلى الله عليه وآله من دون الله تعالى، ويطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى!!
كل ذلك لكي يثبت أن المسلم المستغيث إلى الله برسوله قد كفر واستبدل عبادة الله بعبادة الرسول ! ويستحل بذلك قتله وأخذ ماله وعرضه !! حتى لو قال أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن الضار النافع هو الله تعالى فقط !!
صفحه ۸۲