روى أبو داود:2/176 (عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله(ص)أريد حفظه فنهتني قريش ، وقالوا أتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله(ص)بشر يتكلم في الغضب والرضا؟! فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله(ص)فأومأ بإصبعه الى فيه فقال: أكتب ، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ! ) . (ورواه أحمد:2/192 ، بتفاوت يسير ).
وروى أحمد:2/ 215 ، عن(عبدالله بن عمرو بن العاص قال قلت: يا رسول الله إني أسمع منك أشياء أفاكتبها ؟ قال: نعم . قلت: في الغضب والرضا؟ قال: نعم ، فإني لا أقول فيهما إلا حقا !) .
وروى الحاكم:1/105 حديث النسائي هذا وفيه (ما خرج منه إلا حق) ثم قال: فليعلم طالب هذا العلم أن أحدا لم يتكلم قط في عمرو بن شعيب ، وإنما تكلم مسلم في سماع شعيب من عبدالله بن عمرو ، فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو ، فإنه صحيح ) . انتهى .
وقال في ص106:(نعم فإنه لاينبغي لي أن أقول إلاحقا) وقال:(رواة هذا الحديث قد احتجا بهم(يقصد البخاري ومسلما)عن آخرهم غير الوليد ، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشامي ، فإنه الوليد بن عبدالله ، وقد علمت على أبيه الكتبة ، فإن كان كذلك فقد احتج مسلم به ).
وروى الحاكم أيضا:3/528 (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله أتأذن لي فأكتب ما أسمع منك؟ قال نعم . قلت في الرضاء والغضب؟ قال: نعم فإنه لاينبغي لي أن أقول عند الرضاء والغضب إلا حقا ! ثم قال (صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . انتهى.
الأسئلة
1 قام الدين الإلهي على إرسال الأنبياء(ع) وتنزيل الكتب والصحف الإلهية ، فالكتاب والكتابة من أولى خصائصه وبدهياته ، فما هو السبب في أن الجيل الأول من صحابة نبينا(ص) حرموا تدوين أحاديثه فضيعوا حقيقتها على أجيال الأمة ، ولم يسمحوا بكتابتها إلا بعد قرن أو قرنين ، حتى وصلت الينا في حالتها الفعلية ، ومشاكلها الكثيرة التي تضج منها مصادر السنة النبوية !
بل فتحوا بذلك الباب للأعداء لاتهام الإسلام بالتخلف عن الكتابة ، التي هي من أول شروط المدنية والوعي الثقافي ؟!
صفحه ۳۹۵