ال 185
الليلة المايه وخمسه وتمانون
من حديت الف ليله وليله
فلما كانت الليله القابله قالت
بلغنى [ايها الملك السعيد] انه لما تحدت العطار مع الجوهرى واستكتمه ما 5دار بينهم [من] الحديت ، قال العطار «فما شعرت بنفسى حتى اجتهدت فى امرى وسافرت» . واما الجوهرى فانه بعد اربع ايام حضر الى دكان ابو الحسن ابن طاهر العطار فوجدها مغلوقه . [قال الجوهرى] «(وقصدت ان اتحيل الى ان اصل الى على ابن بكار فقصدت داره وقد قلت لبعض غلمانه استادن لى على مولاك على ابن بكار. فادن لى فدخلت اليه وهو ملقى على وساده . فلما رانى 10 تحامل ووتب قايما على قدميه وتلقانى بوجه طلق ورحب بى فقضيت حق عيادته واعتدرت اليه عن تخلفى فشكرنى على دلك شكرا بالغ فيه وقال لعل حاجة عرضت لك او مهم فى نفسك . قلت اعلم ان بينى وبين ابو الحسن العطار حفظه الله وسلمه صداقه ومعامله ومخالطه وموده مند مده ، وكنت اميل اليه واودع سرى له وامن شره واكتم سره ، واشتغلت عنه ايام مع جماعه من 15 رفقتى وعدت اليه على عادتى ، فوجدت دكانه مغلوقه وقال بعض جيرانه انه توجه الى البصره فى امور دعته الى توليتها بنفسه ، وما اخدت هدا الكلام بقبول. ولا اعلم ان بين صديقين ما بينكما ، فان عرفت صحة هدا فعرفنى حقيقته جملة وتفصيلا فقد جيت اليك مفتقدا ومعتدرا ومستفهما . فلما سمع على ابن بكار كلامى تغير لونه وانزعج كونه ، وقال ما سمعت هدا قبل قولك ولا تقدم الى قول منه ولا تعويل عليه ، فان كان الامر كما دكرت فقد عفنى وازعجنى وفت فى عضدى واتعبنى . ثم خنقته العبره فانشد وجعل يقول هده الابيات شعر (166) :
1 قد كنت ابكى على ما فات من زللى
واهل ودى جميعا غير اشتات
صفحه ۴۰۶