ل 172 متنكرين والجاريه تقدمهم من بعيد حتى دخلت بهم قصر الخلافه واخرقت بهم الى منزل شمس النهار فنظر الغلام الى مكان كانه من مقاصير الجنان قد وضع فيه من فرش ومساند ووسايد ما لا راه الغلام ابدا ، فجلس الغلام وجلس ابو الحسن. فلما حلسوا وقر بهم المكان قدمت لهم مايده عليها طعام حسن ووقفت الجارية السودا بين يديهم وقد راوو من الخراف الرضع والدجاج المسمن ومعلكات السكر وسكردان من المخللات وغير ذلك مما نش وطار فى الاوكار من قطا وسمان وفراخ الحمام ، فجعل الغلام ياكل وهو مندهش . [قال ابو الحسن] ((فاكلنا طعاما هنيا وشربنا شرابا مريا . فلما اكتفينا من الحالين اتينا 15 بطشتين مدهبين فغسلنا ايدينا وقدم الينا البخور فتبخرنا وجى الينا باقداح الدهب والبلور والمحكم فيها تماثيل الكافور والعنبر مرصعه بانواع الجوهر وفيها المسك والماورد ، فتطيبنا وعدنا الى المراتب . ثم امرتنا الجاريه بالقيام فقمنا فانتهت بنا الى مجلس اخر ففتحته لنا فدخلنا الى قبه محموله على ماية ساريه واسفلها صورة وحش او طاير مغموس بالدهب وتلك القبه مفروشه حرير ، فما 7 جلسنا حتى تاملناه وهو منسوج ارضه دهب ونقشه على هية الورد الابيض والاحمر وسقف القبه يشاكله ، وفيها اكتر من ماية صدر وصينيه من الدهب والبلور المرصعه بانواع الجوهر وفى صدرها طاقات كثيره قدام كل طاقه مرتبه لطيفه من النسيج مختلفات الالوان ، وتلك الطاقات مفتوحه الى بستان كانما ارضه من فرش القبه والما فى جوانبها يتخرق من بركه كبيره الى صغيره ا5/3 و وقد وضع على حافات تلك البركه الريحان والنوفر والنرجس فى نرجسيات الدهب المرصعه ، ودلك البستان قد اشتبكت اشجاره واينعت اثماره وكلما حالت فيها عساكر الهوى تساقطت تمارها الى صفحات الماء وانواع الطيور يتساقطن عليه ويصفقن باجنحتهن ويتجاوبن بانواع الالحان ، وعن يمين البركه ويسارها اسرة من الساج المضبب بالفضه على كل سرير جارية ابها من 3 الشمس عليها فاخر اللبس وفى صدرها عودا او غيره من الملاهى وقد امتزج ايقاع الجوار بهديل الاطيار واقترن هبوب الهوا بخرير الما والرياح تمر على وردة
صفحه ۳۸۲