فركب التاجر دابته وهو حزين واستقبل الطريق . وما زال ساير حتى وصل الى بلده ودخل الى بيته واولاده وزوجته . ولما راهم اخدته البكا وزاد دمعه واظهر الاسف والحزن فانكروا حالته وقالت له زوجته ايها الرجل ما حالتك وما هدا البكا ، ونحن اليوم عندنا الفرح والعيد بلقياك فما هدى العزا . فقال لها وكيف لا يكون العزا وبقى من عمرى سنة واحده . تم اعلمها بما جرا له فى سفره مع الجنى واخبرهم انه حلف له انه ياتيه راس السنه حتى يقتله
قال فلما سمعوا كلامه بكوا ولطمت الامراه على وجهها وقطعت شعرها وصرخت البنات وبكت الصغار وقام العزا وتباكوا الاولاد حول ابوهم دلك 11/1و النهار وصار يودعهم ويودعوه. ثم انه قام تانى يوم وشرع فى قسم ميراته والوصيه وتخلص من الناس واعطا واوهب وتصدق وجعل عنده مقريين يقرون له ختمه واحضر الشهود العدول واعتق الجوار والعبيد واعطا الاولاد الكبار نصيبهم من ماله ووصى على اولاده الصغار واوفى لزوجته حقها وكتابها . ولا زال حتى تقضت السنه الا مسافة الطريق ، فقام توضى وصلى واخد معه كفنه وودع اهله ، فتعلقت اولاده فى حلقه وتباكت البنات حوله وصاحت زوجته ، فافزع قلبه بكايهم ودرفت عيونه وصار يقبل اولاده ويبوسهم ويبكي ويودعهم ، وقال يا اولادى هدا حكم الله وقضايه وقدره والانسان ما خلق الا للموت . تم ودعهم وتركهم وركب دابته وسار ايام وليالى حتى وصل الى مكان السستان - وكان وصوله راس السنه - فجلس فى المكان الدى اكل فيه التمر وقعد ينتظر الجنى وهو باكى العين حزين القلب . فبينما هو قاعد اد اقبل عليه شيخا ومعه غزاله مسلسله ، فجا اليه وسلم عليه فرد التاجر عليه السلام. فقال له الشيخ يا اخى ما قعادك هاهنا وهدى المكان موضع المرده واولاد الاباليس وهدا البستان معمور ولا افلح من كان فيه . فاخبره التاجر ما جرا له مع الجنى من اوله الى اخره . فتعجب الشيخ من وفا التاجر وقال ما هذا الا يمين عظيم معك . تم جلس الى جانبه وقال والله ما بقيت ابرح حتى
صفحه ۷۵