70
الليلة السبعون
م حي الف ليله وليله
[فلما كانت الليله القابله قالت]
بلغنى ايها الملك السعيد انهم راوو الصبيه مقطعه تسع عشر قطعه . فلما نظر الخليفه اليها تاسف [وحزن] وجرت دموعه والتفت الى جعفر واغتاض وقال يا كلب الوزرا ، تقتل القتلا فى مدينتى ويرموا فى البحر ويبقوا متعلقين بدمتى الى يوم القيامه ، والله لاخدن حق هده الصبيه ممن قتلها ولاقتلنه اشر قتله ، وان لم تفتش لى على قاتلها والا شنقتك واشنق اربعين من بنى عمك . واغتاض غيضا شديدا وصرخ على جعفر صرخه مزعجه ، خرج من بين يديه وقال يا امير المومنين امهل على تلات ايام . قال الخليفه لك دلك . تم ان جعفر نزل الى المدينه حزينا مغتاظا لا يعرف ما يصنع وقال فى نفسه «من اين اعرف قاتل هده الصبيه حتى اجيبه ، وان جبيت واحد من السجن بقى متعلق بدمتى ، وقد حرت فى امرى ، فلا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم)) . وقعد فى بيته اليوم الاول والتانى والتالت الى الظهر، فارسل الخليفه وراه بعض الحجاب ، فطلع اليه ، فقال الخليفه واين هده الدى قتل الصبيه . فقال يا امير المومنين وانا طلعت عريف القتلا . فاغتاض الخليفه وصرخ عليه وامر بشنقه تحت قصره ، وامر بالمنادى ان ينادى فى جوانب بغداد «من اراد الفرجه على الوزير جعفر وشنق اربعين برمكى من بنى عمه فليات الى تحت القصر ويتفرج)) . فجا الوالى وبعض الحجاب واتوا جعفر والبرامكه واوقفوهم تحت الخشبه ينضروا المنديل حتى يطلع من الشباك - وكانت هذه اشاره - والخلق قد تباكت عليهم . فهم فى متل هده وادا شاب من الشباب نقى الاتواب ، بوجه اقمر وطرف احور وجبين ازهر وخد احمر وعدار اخضر وشامه كانها قرص عنبر، وما زال يشق بين الناس والعالم حتى وقف بين يدى جعفر وقبل يده، وقال سلامة خدمتك من هده الفعله الشنيعه ، قم انهض يا سيد الوزرا 5/26و
صفحه ۲۲۰