الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
ناشر
مطبعة سفير
ژانرها
والحديث يُحدِّد أسباب سعادة الإنسان في حياته في الآخرة والأُولى، وكأنه يُلخّصها في شيئين:
أحدهما: إحسانه عبادة ربه؛ فيُخْلِص العبادة له، ويبتعد عن حرماته سبحانه.
الثاني: إحسانه معاملة عباد الله؛ فلا يأكل أموالهم ظلمًا، ولا يُزْهِق أرواحهم عدوانًا.
فمن تمّتْ له هذه الأمور الثلاثة التي حددها الحديث ١-الإخلاص، ٢-طِيبُ المطعم،٣-الابتعاد عن قتْل النفس المحرَّمة فقد تمّتْ له أهم أبواب إحسان عبادة الله وإحسان معاملة عباد الله، وكان سائرًا على طريق الخير واستقامةِ الأخلاق.
* - قوله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ... " ١. يحدّد مسؤولية الإنسان -كل إنسان- في هذه الحياة، وهي تتلخص في أمرين:
الأول: أنه راعٍ.
الثاني: أنه مسؤول عن رعيته.
والإعجاز الآسِرُ للعقول والقلوب معًا في هذا الحديث يتجلى في أمرين هما:
١- إنّ هذه الوظيفة راعٍ تستغرق البشر جميعًا، على اختلاف علائقهم وروابطهم ومهامهم، فلا يَفْلت منها أحدٌ أبدًا، بدْءًا من الرسول ﷺ -المتكلم بهذا الحديث- إلى أقل المكلفين في المجتمع الإنسانيّ!.
_________
١ أخرجه البخاري، برقم: ٨٥٣.
1 / 56