49

التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية

التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية

ناشر

مطابع أضواء المنتدى

ژانرها

(فتفرج أبواب السماء وتفتح)، قوله: (تفرج) أي تنشق وتنفتح والسماء لها أبواب دل على ذلك نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾ (لأعراف: من الآية٤٠) .
وقد جاء في بعض روايات حديث النزول أن أبواب السماء تفتح وقت النزول الإلهي، ففي المسند للإمام أحمد عن ابن مسعود ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله ﷿ إلى السماء الدنيا، ثم تفتح أبواب السماء، ثم يبسط يده فيقول: هل من سائل يعطى سؤله فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر"١.
(يقول) أي الله سبحانه عندما ينزل، فالقائل هو الله؛ لأنه لا يصح أن يقول الملك "من يستغفرني من يسألني من يدعوني" وهذا يبين بطلان قول الجهمية: إن الذي ينزل هو الملك؛ لأنه لو كان الذي ينزل هو الملك لقال: إن الله يغفر الذنوب فمن يستغفره، كما في الحديث الآخر: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل وينادي أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه ... "٢ الحديث.
وجاء في بعض روايات حديث النزول أن الله يقول: "لا أسأل عن عبادي أحدًا غيري"٣ وهي مبطلة لمقالة هؤلاء؛ لأن هذا لا يمكن أن يقوله إلا الله.

١ المسند رقم (٣٦٧٢) .
٢ أخرجه البخاري برقم (٦٠٤٠)، ومسلم برقم (٢٦٣٧) من حديث أبي هريرة ﵁.
٣ أخرجه أحمد برقم (١٦٣١٦) .

1 / 51