9

Al-Mukhtasar Al-Saghir fi Al-Fiqh

المختصر الصغير في الفقه

ویرایشگر

علي بن أحمد الكندي المرر ووائل صدقي

ناشر

مؤسسة بينونة للنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۴۳۳ ه.ق

محل انتشار

دولة الإمارات العربية المتحدة والرياض

ژانرها

فقه مالکی

مساهمة منّا في إثراء المكتبات الإسلامية بكتب علمائنا المتقدّمين، كي يستفيد منه طلاب العلم في هذه الأزمنة المتأخرة، والتي قليل فيها من يهتم بالعلم الشرعي، وإنما صرف جل الناس اهتمامهم بالدنيا والتنافس فيها، والله تَعَالَى يقول: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: ١٨٥]، وقد حذّرنا رسول الله ﷺ منها حيث قال: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أنْ تبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)) (١).

وقال ﷺ: ((الدّنيا ملعونةٌ، ملعون ما فيها، إلا ذكرُ الله وما والاه وعالمٌ ومتعلّمٌ)) (٢).

فالاشتغال بالعلم ومدارسته مع العلماء لهو أفضل من الاشتغال بالدنيا بما لا ضرورة تحدّك عليه، أو فائدة ترجع إليك في معاشك، وأما العلم فكفى به أنه موصلٌ إلى الجنّة، ومقرّبٌ صاحبه إليها كما قال النبيّ ﷺ: ((من سَلكَ طريقاً يلتَمِسُ فيهِ علماً، سهّلَ الله له به طريقاً إلى الجنَّة))(٣).

قال ابن القيم (٤): ((وقد تظاهر الشرعُ على أنّ الجزاء من جنس العمل، فكما سلكَ طريقاً يطلبُ فيه حياةَ قلبهِ ونجاته من الهلاكِ، سلكَ

(١) أخرجه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١) من حديث عمرو بن عوف

(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٢٣)، وابن ماجه (٤١١٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الترمذي: (حسن غريب)).

(٣) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة

(٤) في ((مفتاح دار السعادة)) (١/ ٢٧٤).

9