Al-Mukhtasar Al-Saghir fi Al-Fiqh
المختصر الصغير في الفقه
ویرایشگر
علي بن أحمد الكندي المرر ووائل صدقي
ناشر
مؤسسة بينونة للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۳۳ ه.ق
محل انتشار
دولة الإمارات العربية المتحدة والرياض
ژانرها
المختصر الصغير
في الفقه
للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الحكم
ابن أعين المصري المالكي
المتوفى سنة ٢١٤ هـ
مع زيادات
عبيد الله بن محمد البرقي
المتوفى سنة ٢٩١ هـ
تحقيق
علي بن محمد الصدّيق المرر
أبو عبد الرحمن وائل بن صِدقي
بينونة للنشر والتوزيع
صفحه نامشخص
المختصر الصغير في الفقه
لابن عبد الحكم المالكي
صفحه نامشخص
حُقُوقُ الطّبْعِ مُحْفُوظَةٌ
رقم الإيداع ٩٢٤٥ / ٢٠١٢ م
مؤسسة بينونة للنشر والتوزيع
دولة الإمارات العربية المتحدة
ركن بينونة للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية - الرياض
صفحه نامشخص
المختصر الصغير
في الفقه
للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الحكم
مع زيادات
تحقيق
بينونة للنشر والتوزيع
صفحه نامشخص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة التحقيق
إِنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١].
أما بعد؛ فإنَّ أصدقَ الحديث كلام الله، وخير الهدي هديُ محمدٍ ﷺ، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
وبعد:
أمرَ الله تعالى عباده بالتفقّه في الدّين فقال: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ
5
يحذرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢]، وأخبر رسول الله ﷺ أمّته بفضله فقال: «مَن يُرد اللهُ بهِ خيراً يُفقّههُ في الدّين»(١)، ومن الفقه في الدّين الفقه في الأحكام، التي بها يعرف العبد حقّ الله عليه من الاعتقادات والأقوال والأفعال، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالتفقّه في الدّين.
واعلم أن الفقه الصحيح المنجي من الهلاك والهادي إلى سبيل الرشاد هو فقه سنّة رسول الله ﷺ؛ ولهذا أوجب الله تعالى اتّباع رسوله ﷺ وطاعته، وأخذ ما جاء به فقال: ﴿قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]، وقال: ﴿قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٥٤]، وقال: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠]، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُواْ﴾ [الحشر: ٧]، وقال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
وقد أجمع العلماء على وجوب اتباع الرسول ﷺ والتمسّك بسنّته والرجوع إليها، وترك كلّ قولٍ يخالفها، مهما كان القائل عظيماً، فإنّ شأنه ﷺ أعظم، وسبيله أقوم، وعلى هذا سار أئمة السلف وأتباعهم، قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: «إذا صحّ الحديث فهو مذهبي».
وقال الإمام مالك رحمه الله: ((إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق
(١) أخرجه البخاري (٧١)، ومسلم (١٠٠) من حديث معاوية بن أبي سفيان.
6
الكتاب والسنة فاتركوه)).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد».
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا»(١).
فالأخذ بالسنة -وإن خالفت بعض أقوالهم- هو في الحقيقة اتباع لمذهبهم وسلوك لمنهجهم، إلا أننا نقدم رأيهم وفهمهم للكتاب والسنة على فهمنا، فهم أوسع علماً وأغزر فهماً للنصوص الشرعية ومقاصدها منّا، ولهذا ندرس كتبهم ونستفيد منها، وننظر في مذاهبهم ولا نتعصب لأحدٍ منهم.
وقد صنف العلماء الأجلاء في الفقه تصانيف كثيرة، وتنوعت طرقهم وأساليبهم في تلك التصانيف، فألف أعلام كل مذهب مصنفات وفق أصول إمامهم، عرضوا فيها الأدلة من المنقول والمعقول مع الإجابة والاعتراض على أدلة المخالفين، وكلهم يبتغي بصنيعه الأجر والثواب(٢).
ومن تلك الكتب المفيدة هذا الكتاب -الذي بين يديك- وهو كتاب: «المختصر الصغير لابن عبد الحكم»، ومعه زيادات أبي القاسم عبيدالله ابن محمد البرقي برواية الفقيه ابن الصيدلاني عنه.
(١) انظر «صفة صلاة النبي» (ص٤٥-٥٥) للعلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله.
(٢) «الاختيارات الفقهية لشيخ المدرسة المالكية» (ص٦) للدكتور جمال عزون.
7
قال ابن عبد البر: ((صنّفَ عبدالله بن عبد الحكم كتاباً اختصر فيه أَسْمِعَتَهُ من ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب، ثم اختصر من ذلك كتاباً صغيراً، وعلى الكتابين مع غيرهما مُعَوَّل البغداديين المالكية في المدارسة، وإياهما شرحَ القاضي أبو بكرِ الأبهري)).
لقد صَحب ابن عبد الحكم الإمام مالك واستفاد منه حتى صار أعلم أصحابه بمختلف قوله، فصنّف كتبه المختصرة في الفقه، ويقال أنه اختصرها من كتب أشهب، وقد اعتنى الناس بها ما لم يعتنَ بكتاب من كتب المذهب بعد الموطأ والمدونة ومختصر خليل، ودرّسها العلماء واستفاد منها طلبة العلم خصوصاً في بغداد والأندلس.
وكان سعيد بن فحلون يدرّس هذا المختصر في بَجّانة بالأندلس، ذكر ذلك الحافظ الذهبي(١)، وقبله ابن بشكوال(٢) في ترجمة ابن أبي زمنين وقال: قرأ ببَجّانة على سعيد بن فحلون مختصر ابن عبد الحكم.
وأخذه محمد بن يوسف التاجر القرطبي من أبي بكر الأبهري لما رحل إليه ببغداد، فرواه عنه مع شروحه على المختصر الكبير والصغير(٣).
ولِما هذا الكتاب من أهمية في الفقه المالكي خصوصاً والفقه العام عموماً؛ أحببنا إخراجه من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات؛
(١) ((سير أعلام النبلاء)) (١٨٨/١٧).
(٢) في كتاب ((الصلة)) (١٥٤/١).
(٣) قاله ابن بشكوال في كتاب ((الصلة)) (١٦٧/١).
8
مساهمة منّا في إثراء المكتبات الإسلامية بكتب علمائنا المتقدّمين، كي يستفيد منه طلاب العلم في هذه الأزمنة المتأخرة، والتي قليل فيها من يهتم بالعلم الشرعي، وإنما صرف جل الناس اهتمامهم بالدنيا والتنافس فيها، والله تَعَالَى يقول: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: ١٨٥]، وقد حذّرنا رسول الله ﷺ منها حيث قال: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أنْ تبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)) (١).
وقال ﷺ: ((الدّنيا ملعونةٌ، ملعون ما فيها، إلا ذكرُ الله وما والاه وعالمٌ ومتعلّمٌ)) (٢).
فالاشتغال بالعلم ومدارسته مع العلماء لهو أفضل من الاشتغال بالدنيا بما لا ضرورة تحدّك عليه، أو فائدة ترجع إليك في معاشك، وأما العلم فكفى به أنه موصلٌ إلى الجنّة، ومقرّبٌ صاحبه إليها كما قال النبيّ ﷺ: ((من سَلكَ طريقاً يلتَمِسُ فيهِ علماً، سهّلَ الله له به طريقاً إلى الجنَّة))(٣).
قال ابن القيم (٤): ((وقد تظاهر الشرعُ على أنّ الجزاء من جنس العمل، فكما سلكَ طريقاً يطلبُ فيه حياةَ قلبهِ ونجاته من الهلاكِ، سلكَ
(١) أخرجه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١) من حديث عمرو بن عوف
(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٢٣)، وابن ماجه (٤١١٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الترمذي: (حسن غريب)).
(٣) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة
(٤) في ((مفتاح دار السعادة)) (١/ ٢٧٤).
9
اللهُ به طريقاً يُحصّلُ له ذلك)).
فنسأل الله عز وجل أن يهدينا إلى العمل الصالح والعمل النافع، وأن يسهّل علينا طلب العلم ويزيدنا علماً ويبارك لنا فيه، وأن يسلك بنا إلى جنّات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
10
ترجمة ابن عبد الحكم
صاحب المختصر الصغير(١)
اسمه ونسبه:
هو الإمام الفقيه مفتي الديار المصريّة، أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم ابن أعين بن ليث المصري المالكي.
ويقال إنه مولى عميرة، امرأة من موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويقال مولى رافع، مولى عثمان.
مولده ونشأته:
ولد سنة ١٥٥ هـ في مصر، وقيل: سنة ١٥٦هـ في السنة التي ولد فيها الحارث بن مسكين، وعبد الله أكبر منه بشهرين، وقيل: سنة ١٥٠هـ.
قال أبو عمر الكندي: سكن أبوه وجدُّهُ أعين جميعاً بالإسكندريّة.
نشأ في بيت علم فأخذ العلم وهو صغير فسمع من علماء بلده ثم رحل في طلب العلم إلى أن استقر في المدينة النبوية، فصحب الإمام مالك، وأخذ عنه الحديث، وتفقّه عليه حتى صار رأساً في معرفة الفقه واختلاف العلماء.
(١) ترجمته في: ((التاريخ الكبير)) (١٤٢/٥) للبخاري، و((الجرح والتعديل)) (١٠٥/٥) لابن أبي حاتم، و((الانتقاء)) (٥٢-٥٣) لابن عبد البر، و((ترتيب المدارك)) (٣٠٤/١- ٣٠٦) للقاضي عياض، و((الديباج المذهب)) (١/ ٣٦٤ -٣٦٦) لابن فرحون، و((سير أعلام النبلاء)) (٢٢٠/١٠-٢٢٣) للحافظ الذهبي، و((شذرات الذهب)) (٣٤/٢) لابن العماد، و((شجرة النور الزكية)) (ص٨٩- ٩٠) لمخلوف.
11
سمع الليث بن سعد، ومُفَضّل بن فضالة، ومسلم بن خالد الزنجي، ويعقوب بن عبدالرحمن الإسكندراني، وبكر بن مضر، وابن القاسم، وابن وهب، وابن عيينة، وعبد الرزاق الصنعاني، والقعنبي، وابن لهيعة، وأشهب وعدّة.
روى عن مالك الموطأ، وكان من أعلم أصحابه بمختلف قوله، أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب.
حدّث عنه: بنوه الأئمةُ محمد وسعد وعبدالرحمن وعبدالحكم، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن البرقي، وخيرُ بن عرفة، ومقدام بن داود الرّعيني، وأبو يزيد القراطيسي، ومحمد بن عمرو أبو الكروّس، ومالك بن عبدالله بن سيف التّجيبي وعدّة.
وقال الكندي: وبلغ بنو عبدالحكم بمصر من الجاه والتقدم ما لم يلقه أحد.
وقال ابن عبدالبر: وكان عبدالله صديقاً للشافعي، وعليه نزل أن جاء من بغداد، فأكرم مثواه وبالغ الغاية في بره، وعنده مات، وقد روى عبدالله عن الشافعي وکتب کتبه بنفسه، وضم ابنه محمد إليه.
وذُكِرَ أنه كان صديقاً ليحيى بن معين، وأعلمه أنه يحضر مجلسه في الغد، وأمره بالتحفظ، فجاءه ابن معين وهو يحدث بكتاب الأهوال من تأليفه، فقال: حدثنا فلان وفلان وذكر عدة من شيوخه، فقال له يحيى: كلهم حدثك بجميع ما فيه، أو بعضهم ببعضه فجمعت حديثهم، فهاب
12
كلامه ابن عبد الحكم ودهش، وقال: كلهم حدثني به، فقام يحيى وقال: الشيخ يكذب.
قال الحافظ الذهبي: لم يثبت قولُ ابن معين إنه كذّاب.
أقوال العلماء فيه:
قال أبو زرعة: ثقة.
وقال ابن وارة: كان شيخ أهل مصر.
وقال العجلي: لم أرَ بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.
وقال ابن حبان: كان ممّن عقَلَ مذهب مالك، وفرّع على أصوله.
وقال الفيروزابادي: أفضت إليه الرئاسةُ بمصر بعد أشهب.
مؤلفاته:
صنّف ابن عبدالحكم:
١- كتاب المختصر الكبير(١)، يقال أنه نحا به اختصار كتب أشهب، شرحه الشيخ أبو بكر الأبهري(٢)، وشرحه كذلك الخفّاف، ولأبي جعفر بن الجصاص عليه تعليق في نحو مائتي جزء فيما ذُكر، وذُكِرَ أن مسائل المختصر الكبير ١٨ ألف مسألة.
٢- كتاب المختصر الأوسط، وهو صنفان، فالذي في رواية
(١) له نسخة خطيّة في خزانة القرويين بمدينة فاس المغربية ورقمها (٨١٠).
(٢) له نسخة خطيّة في مكتبة الأزهر تحت رقم (١٦٥٥) صعايدة (٣٩٢٩٠).
13
القراطيسي فيه زيادة الآثار، خلاف الذي في رواية ابنه محمد، وسعيد ابن حسان، وذُكر أن مسائل المختصر الأوسط ٤٠٠٠ مسألة.
٣- كتاب المختصر الصغير، وهو كتابنا هذا وسوف يأتي الكلام عليه.
٤- كتاب الأهوال.
٥- كتاب القضاء في البنيان.
٦- كتاب فضائل عمر بن عبدالعزيز(١).
٧- كتاب المناسك.
وفاته:
توفي ابن عبدالحكم في ٢١ من شهر رمضان سنة ٢١٤هـ في مصر، وله نحوٌ من ستّين سنة، وقبره بجانب قبر الإمام الشافعي.
(١) له نسخة خطيّة في مكتبة الأزهر، ومكتبة شستربيتي بايرلندا برقم (٤٢٦٥/٥)، والمكتبة الوطنية بباريس برقم (٢٠٢٧)، ومكتبة آياصوفيا بتركيا برقم (٣٢٣٩)، ومكتبة الرئاسة العامة بالرياض برقم (٨٦/٣٤٦).
14
ترجمة عبيد الله بن محمد البرقي
صاحب الزيادات على المختصر(١)
هو الإمام المحدّث الفقيه أبو القاسم عبيدالله بن محمد بن عبدالله ابن عبدالرحيم بن سعيد بن أبي زرعة المصري ابن البرقي مولى بني زهرة.
روى عن: أبيه، وعبدالرحمن بن يعقوب بن أبي عبّاد المكّي القلزمي، وعمرو بن خالد الحرّاني، ويحيى بن عبدالله بن بُکير.
روى عنه: أبو علي الحسن بن محمد البيروتي، والإمام الطبراني، وأبو إسحاق إبراهيم ابن الصيدلاني، ويقال إن النسائي روى عنه.
قال النسائي: صالح.
وقال الحافظ ابن حجر: صدوق.
قال ابن فرحون: له مختصر على مذهب مالك، وبعض الناس يُضيف إليه زيادة اختلاف فقهاء الأمصار في مختصر ابن عبدالحكم.
وقال أبو سعيد بن يونس: توفي في ربيع الأوّل سنة ٢٩١هـ.
(١) ترجمته في: ((تهذيب الكمال)) (١٥٢/١٩)، و((المعجم المشتمل)) (الترجمة ٥٨٧)، و((نهاية السول)) (الورقة ٢٣٠)، و((تهذيب التهذيب)» (٤٦/٧)، و((التقريب)) (ص٦٤٤)، و(«تاريخ الإسلام)) (ص٢٠٢) ((حوادث)) (٢٩١ - ٣٠٠)، و ((الديباج المذهب)» (٣٩٦/١).
15
كتاب المختصر الصغير
صنّفه ابن عبد الحكم بعد أن صنّف المختصر الكبير، وقصره على علم الموطأ، وقسّمه على الأبواب الفقهيّة، فبدأ بأبواب الطهارة، ثم أبواب الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام وهكذا إلى بقية الأبواب، فاقتصر فيه ابن عبد الحكم على أقوال الإمام مالك، وزاد فيه محمد بن عبدالله ابن عبد الحكم خلاف الشافعي وأبي حنيفة(١)، ورواه أبو القاسم عبيدالله بن محمد البرقي عن أبيه عن ابن عبد الحكم وزاد عليه أقوال سفيان الثوري وابن راهويه والأوزاعي والنخعي.
وشرَحَهُ أبو بكر الأبهري، وأبو بكر محمد بن الجهم المالكي وشَرْحه كبير، اختصره محمد بن أبي زيد، ولأبي الحسن علي بن يعقوب الزيات المعروف بابن رمضان زيادة أقوال بعض الفقهاء ممن لم يذكره البرقي، ثم لعبيد الله بن عمر البغدادي الشافعي من أهل قرطبة المعروف بعبيد، على ما ذكر ابن رمضان زيادة مذهب داود بن علية، والليث، والطبري.
(١) لكن جاء في آخر النسخة الخطية بأن خلاف الشافعي وأبي حنيفة من زيادات البرقي، والله أعلم.
16
النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق
اعتمدنا في تحقيق المختصر الصغير مع زيادات البرقي على نسخة خطيّة وحيدة فيما نعلم، من مخطوطات المكتبة السليمانيّة بتركيا ومحفوظة فيها تحت رقم (٩٦٦)، وهي نسخة كاملة تتكون من (٨٥) قطعة، ومسطرتها (١٩) سطراً، وخطها نسخي واضح.
ثم تبين لنا أن فيها سقطاً بين الورقة (٨٢أ)، و(٨٢ب)، لأنه في الورقة الأولى كان الكلام عن الوصايا، ثم تغير في الورقة الثانية فتكلم عن الرضاعة، ولا نعلم مقدار هذا السقط.
ناسخ المخطوطة محمد بن إلياس بن إبراهيم خطيب عين الزيتون، نسخها في الثاني من شهر صفر سنة ٧١٨هـ.
وليس للمخطوطة طرة مكتوب عليها اسم الكتاب أو مؤلفه، وإنما بدأت المخطوطة بالبسملة ثم الكتاب.
كُتب أوله: (بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر، باب السنّة في الوضوء، أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن الصيدلاني الفقيه الرجل الصالح قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم قال .... مالك ابن أنس عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل إدخالها في الوضوء، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده))، قال
17
عبد الله بن عبد الحكم: فلا ينبغي لنائم .... )).
وآخره: ((تم المختصر بحمد الله قال أبو القاسم عبيد الله: كلما كان فيه من قول أبي حنيفة فهو مما سمعته من محمد بن العباس المعروف بالليل، وكلما كان فيه من قول الشافعي ﷺ فهو مما سمعته من أبي موسى السكري المعلم ... )) إلخ.
وبهذا يتبيّن أن النسخة الخطية هي المختصر الصغير لابن عبد الحكم مع زيادات أبي القاسم عبيد الله البرقي، ولا شك في ذلك حيث أنه ليس للبرقي زيادات إلا على المختصر الصغير، ولم يذكر أحد من العلماء أن له زيادات على مختصرات ابن عبد الحكم الأخرى.
طريقة العمل في التحقيق:
كان عملنا في تحقيق هذا الكتاب على النحو التالي:
أولا : قمنا بنسخ المخطوطة وكتابتها على الطريقة الحديثة من وضع الفواصل والنقط والأقواس وتقسيم النص إلى فقرات.
ثانيا : حققنا الأحاديث وخرجناها وفق قواعد مصطلح الحديث، فما كان في الصحيحين نكتفي بالعزو إليهما، وما عداها نبيّن درجته من الصحّة والضعف.
ثالثا : وثقنا كلام العلماء ومذاهبهم التي وردت في الكتاب بالعزو إلى مصادرها الأصلية بحسب الاستطاعة.
رابعا : أضفنا بعض العناوين الفرعية وجعلناها بين معقوفتين هكذا [].
18
خامساً : كتبنا في حاشية الكتاب بعض التعليقات والإشارات التي لا تخلو من إضافة فائدة متعلقة بالمتن.
سادساً : كتبنا مقدمة للكتاب، وترجمة لصاحبه، وترجمة أخرى لصاحب الزيادات.
سابعاً : صنعنا فهارس علميّة تقرّب فوائد الكتاب وتسهّل الانتفاع به.
ونسأل الله لنا التوفيق والسداد في الأمور كلّها، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه، هو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على نبيّه محمد وآله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
كتبه
علي بن أحمد الكندي المرر
يوم الثلاثاء ٧/صفر / ١٤٣٣ هـ
19
صورة الورقة الأولى من النسخة الخطية
20