Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

Abdul Qadir Atta Sufi d. Unknown
117

Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

المفيد في مهمات التوحيد

ناشر

دار الاعلام

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٢هـ

سال انتشار

١٤٢٣هـ

ژانرها

سادسا: قول ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، ونحو ذلك من أنواع الشرك الأصغر. تمهيد: من الشرك في الألفاظ: قول الرجل: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، وحسبي الله وأنت، ونحو ذلك من الألفاظ التي تجري على ألسنة الناس، وفيها تسوية بين الخالق والمخلوق. أولا: حكمه، مع الأدلة: هذا الأمر لا يجوز استعماله، ولا التهاون في النطق فيه؛ لأنه نوع من أنوع الشرك الأصغر؛ إذا حرف الواو يقتضي التشريك؛ فحين تقول: جاء أحمد وعلي تكون قد سويت بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم -وهو المجيء؛ لأن الواو وضعت لمطلق الجمع، وهي لا تفيد ترتيبا ولا تعقيبا، ووجودها فيه تسوية بين الخالق والمخلوق. ومعلوم أن التسوية بين الخالق والمخلوق شرك، والله ﷿ ذكر أن من أسباب ضلال المشركين كونهم يسوون الأنداد برب العالمين، قال تعالى حاكيا عنهم قولهم في النار: ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ، تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٩٦-٩٨] . وقد دلت الأدلة الكثيرة على تحريم هذا النوع، وعلى أنه من الشرك، ومن تلك: ١- قول الله ﷿: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: من الآية٢٢] . فسرها حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس ﵄ بقوله: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفا سوداء في ظلمة الليل. وهوأن تقول: والله، وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا القط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، هذا كله شرك"١. ٢- عن ابن عباس ﵄ أن رجلا قال للنبي ﷺ: ما شاء وشئت. قال: "أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده" ٢. ٣- قول رسول الله ﷺ: "إذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت؛ ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت" ٣.

١ رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس بإسناد جيد. "انظر فتح القدير للشوكاني ١/ ٥٢. وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ص٥٨٧. ٢ أخرجه الإمام أحمد في المسند ١/ ٢١٤، وقال أحمد شاكر ﵀ ٣/ ٢٥٣: إسناده صحيح. ٣ أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت. وصححه الألباني ﵀ في صحيح سنن ابن ماجه ١/ ٣٦٢.

1 / 135