43

Al-Mahsool fi Sharh Safwat Al-Usul

المحصول في شرح صفوة الأصول

ناشر

دار البرازي (سوريا)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ ه

محل انتشار

دار الإمام مسلم (المدينة المنورة)

ژانرها

الأخرى يدلُّ على إقراره، وقد أشار لهذا النوع جمع من العلماء منهم ابن تيمية (^١)، وابن القيم (^٢). ومن الأدلة على هذا: أنَّ عائشة ﵂ قالت: دخل أبو بكر ﵁ وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ﷺ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا بكر، إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا وهذا عيدنا» (^٣). وجه الدَّلالة: أنَّ الرسول ﷺ لم ينكر على أبي بكر ﵁ لما وصف الدف بأنَّه مزمار الشيطان، فدلَّ هذا على أنَّه كذلك، فيُستفاد منه أنَّ الدف محرَّم لكن استُثنيَ في العيد. النوع الثاني: إقرار شيء وقع في عهد الرَّسول ﷺ ولم يطلع عليه، فمثل هذا حجة ولو لم يطلع عليه؛ لأنَّه لو لم يكن مرضيًا لما أقرَّه ربُّ العالمين. أخرج الشيخان عن جابر ﵁ أنَّه قال: «كنَّا نعزِل والقرآن ينزل» قال الثوري: لو كان شيء يُنهى عنه لنهانا عنه القرآن (^٤).

(^١) الاستقامة (١/ ٢٨٧). (^٢) إغاثة اللهفان (١/ ٢٥٤ - ٢٥٦). (^٣) أخرجه البخاري (٩٥٢)، ومسلم (٨٩٢). (^٤) أخرجه البخاري (٥٢٠٨)، ومسلم (١٤٤٠).

1 / 49