The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
7

The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah

الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

پژوهشگر

نجم عبد الرحمن خلف

ناشر

دار الغرب الإسلامي

سال انتشار

۱۴۰۶ ه.ق

في الله لومة لائم، وكان له في ميدان القلم واللِّسان، وميدان السَّيف والسِّنان مواقف وعِبَر أثمرت جيلاً من الرجال، أعادوا إلى الأمة روح الجهاد والتضحية، والثقة بالله ونصره، فكان شيخ الإِسلام يقول للمسلمين من حوله - وهو يخلع عنهم لباس الجبن والهلع -: ((لنْ يخافَ الرجل غيرَ الله إلّ لمرضٍ في قلبه))(١).

وكان سلوك الإِمام ابن تيمية ترجماناً لما يقول وينصح، وتكفي معركة ((فتح مكة)) في التدليل على ذلك. فقد رأى الناس فيه أموراً من الشجاعة والإِقدام، يعجز الواصف عن وصفها. وكان له من العمر يومذاك (٢٨) عاماً. حتى تمَّ الفتح بسببه، وكان تملك المسلمين لِعَكَّة بفعله ومشورته.

وكان من نتاج ذلك أيضاً موقعة ((شقحب)) التي انتصر فيها المسلمون على التتار انتصاراً ساحقاً سنة (٧٠٢هـ). وهذا الكتاب الحافل فيه الغُنية عن إيراد الأمثلة وتسطيرها، فإنه أطنب في بيان جهاد الإِمام ابن تيمية في كل ميدان من هذه الميادين فأحسن وأطاب.

فما أحوج المسلمين اليوم إلى النظر والاعتبار بسيرة هذا الإِمام الكبير الذي لم يُقْصِر جهاده على ميدان واحد، وإنما تمثلت فيه الشمولية فيٍ فهم هذا الدين. فإن للجهاد ميادين متنوعة، ولا بدّ للمسلم أن يقدم في كلّ منها جهده واستطاعته. فينافح عن الإِسلام بالفكر والكلمة، كما يذود عنه بالحركة الفاعلة. وهذه أبرز فائدة نرجوها، ونطمح إليها من وراء بعث هذا السِّفر القيّم. ليتذكر الجيلُ المسلم تاريخه وتراثه، ويذكر النبلاء من العلماء والمصلحين الذين حملوا هذا التراث الإِلّهي الخالد، فعاشوا به وله، حتى صنعوا هذا التاريخ العظيم الذي نفخر به اليوم.

ولسنا نطمح إلى التذكر النظري المجرد السلبي، بل نقصد إلى التذكر الإيجابي الذي يجعل سَيِّر هؤلاء الأئمة الأفذاذ دليلاً هادياً، يدعو إلى العبرة

(١) البزار - الأعلام العلية: ص ٧٤.

7