146

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

ویرایشگر

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

ژانرها

بينما قال الفراء (^١): "ولو قُرِئَ: ﴿بَالِغٌ أَمْرُهُ﴾ بالرَّفع لَجاز"، أمّا النصُّ الذي جاء به المؤلِّفُ هنا فقد نَقَله عن مَكِّيِّ بن أَبِي طالب عن الفَرّاء (^٢).
ثانيًا: ملحوظات على الأسلوب: ومن أمثلة ذلك ما يلي:
١ - إيهامُ كلامِه خلافَ المراد:
قد يقعُ من الجِبْلي أحيانًا ما يشبهُ الخلطَ في كلامه، فيؤدِّي ذلك إلى وقوع القارئ في لَبْسٍ في فَهْمِ ما يريده من كلامه، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
١ - أنه في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ (^٣)، قال الجِبْلي (^٤): "وقوله: ﴿إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ يُقرأُ بكسر الألفِ على الابتداء والحكاية".
فقوله: "يُقرَأُ بكسر الألف" يوهم أنه قُرِئَ بفتح الألف بالفعل، في حينَ أنّ أحدًا لم يَقرأْ بالفتح كما يوهمُ كلامُه.
٢ - أنه في قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ (^٥)، قال الجِبْليُّ (^٦): "وأُسكِنت التاءُ الأُولَى لأنّها مؤنَّثة، وفُتِحت الأخرى لأنه فِعْلُ مُذَكَّرٍ".
وهو يعني بالتاءِ الأولى: تاءَ التأنيث الساكنةَ في ﴿تَبَّتْ﴾، وبفتح الأخرى: الباءَ المشدَّدة في قوله تعالى: ﴿وَتَبَّ﴾؛ لأنه ليس في الثاني تاءُ تأنيث، ولكنّ كلامَه فيه إلباسٌ.

(^١) معاني القرآن ٣/ ١٦٣.
(^٢) ينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٤.
(^٣) سبأ ٧.
(^٤) البستان ٢/ ١٥٣.
(^٥) المسد ١.
(^٦) البستان ٥/ ١٠٩.

1 / 150