370

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

ویرایشگر

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

ناشر

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

وجاء عن عليّ ﵁ قال: إن للخصوماتِ قحما.
قلتُ: القُحَم بضم القاف وفتح الحاء الحاء المهملة: هي المهالك.
فصل:
يُكره التقعيرُ في الكلام بالتشدّق وتكلّف السجع والفَصاحة والتصنّع بالمقدمات التي يَعتادُها المتفاصحون وزخارف القول، فكلُّ ذلك من التكلُّف المذموم، وكذلك تكلّف السجع، وكذلك التحريّ في دقائق الإِعراب ووحشي اللغة في حال مخاطبة العوامّ، بل ينبغي أن يقصدَ في مخاطبته لفظًا يفهمُه صاحبُه فهمًا جليًّا ولا يستثقلُه.
١١٢٠ - روينا في كتابي أبي داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: " إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرّجالِ الَّذي يَتَخَلَّل بِلِسانِهِ كما تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ " قال الترمذي: حديث حسن.
١١٢١ - ور وينا في " صحيح مسلم " عن ابن مسعود ﵁ أن النبي ﷺ قال: " هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ " قالها ثلاثًا.
قال العلماء: يعني بالمتنطعين: المبالغين في الأمور.
١١٢ - وروينا في كتاب الترمذي عن جابر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ، وأقْرَبِكُمْ مِنّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ، أحاسِنُكُمْ أخْلاقًا، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إليَّ، وأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيامَةِ، الثَّرْثارُونَ وَالمُتَشَدّقُونَ وَالمُتَفَيْقِهُونَ "، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدّقون، فما المتفيقهون؟ قال: المُتَكَبِّرُون " قال الترمذي: هذا حديث حسن.
قال: والثرثار: هو الكثير الكلام.
والمتشدّقُ: مَن يتطاولُ على الناس في الكلام ويبذو عليهم.
واعلم أنه لا يدخلُ في الذمّ تحسين ألفاظ الخطب والمواعظ إذا لم يكن فيها إفراط وإغراب، لأن المقصودَ منها تهييج القلوب إلى طاعة الله ﷿، ولحسن اللفظ في هذا أثر ظاهر.
فصل:
ويُكره لمن صلى العشاء الآخرة أن يتحدَّثَ بالحديث المباح في غير هذا الوقت، وأعني بالمُباح الذي استوى فعله وتركه، فأما الحديث المحرّم في غير هذا الوقت أو المكروه، فهو في هذا الوقت أشدّ تحريمًا وكراهة، وأما الحديثُ في الخير، كمذاكرة العلم، وحكايات الصالحين، ومكارم الأخلاق، والحديث مع الضيف فلا

1 / 372