إِيَّاهَا غَايَة الصفاء فِي حَال الشدَّة والرخاء وَالسعَة والضيق وَالْغَضَب والرضى تغير عَليّ أقبح تغير بعد اثنى عشر عَاما مُتَّصِلَة فِي غَايَة الصفاء ولسبب لطيف جدا مَا قدرت قطّ أَنه يُؤثر مثله فِي أحد من النَّاس وَمَا صلح لي بعْدهَا وَلَقَد أهمني ذَلِك سِنِين كَثِيرَة هما شَدِيدا وَلَكِن لَا تسْتَعْمل مَعَ هَذَا سوء الْمُعَامَلَة فتلحق بذوي الشرارة من النَّاس وَأهل الْحبّ مِنْهُم وَلَكِن هَاهُنَا طَرِيق وعرة المسلك شاقة الْمُتَكَلف يحْتَاج سالكها إِلَى أَن يكون أهْدى من القطا وَأحذر من العقعق حَتَّى يُفَارق النَّاس راحلا إِلَى ربه تَعَالَى وَهَذِه الطَّرِيق هِيَ طَرِيق الْفَوْز فِي الدّين وَالدُّنْيَا يحرز صَاحبهَا صفاء نيات ذَوي النُّفُوس السليمة والعقود الصَّحِيحَة البرآء من الْمَكْر والخديعة ويحوي فَضَائِل الْأَبْرَار وسجايا الْفُضَلَاء وَيحصل مَعَ ذَلِك على سَلامَة الدهاة وتخلص الخبثاء ذَوي النكراء والدهاء وَهِي أَن تكْتم سر كل من وثق بك وَأَن لَا تفشي إِلَى أحد من إخوانك وَلَا من غَيرهم من سرك مَا يمكنك طيه بِوَجْه مَا من الْوُجُوه وَإِن كَانَ أخص النَّاس بك وَأَن تفي لجَمِيع من ائتمنك وَلَا تأمن أحدا على شَيْء من أَمرك تشفق عَلَيْهِ إِلَّا لضَرُورَة لَا بُد مِنْهَا فَارْتَد حِينَئِذٍ واجتهد وعَلى الله تَعَالَى الْكِفَايَة وابذل فضل مَالك وجاهك لمن سَأَلَك أَو لم يَسْأَلك وَلكُل من
1 / 41