============================================================
فيالك من ليل طوى النأى فالتقى
به مشرق - حتى الصباح - ومغرب
وما زالت العتبى تردد بيننا
إلى أمد ما خلفه متعتب
ولى وعينى ترسل الدمع خلفه
وقد حاز جفنيها خيال محبب
فقمت كأن علقت قلبى بنظرة
تهادى بها فى طرة الغرب كوكب
لكل امرىء عمر بما لا يناله
وعمر بما قد ناله كيف يشلب؟
وليلة ليلى والرقيب كأنه
على أفقها عين الرقيب ترقب
بحيث ترى الحرباء تغبر فى الدجى
وتنشر فى صدر النهار وتصلب
وقد مد كفيه إلى الشمس مائلا
كما مد كفيه إلى الله مذنب
ظلام كإبهام القطاة لبسته
وكان كظل الرمح ما جئت أطلب
وما زلت أرمى بالتخيب ظنهم
وربتها غر الرقيب التخيب
وما زرتها إلا كخفقة طائر
على عجل والليل بالصبح أشيب
وفى ذيله ذئب من الإنس أطلس
توجس أو ليث من الوحش أغلب
وفي مأتم النصل اليمانى برقة
إذا لمعت كانت دما يتصبب
إذا اسل خلت الغمد أسلم جدولا
فضيضا عليه شعلة تتلهب
يقد المفاض السرد رهوا كأنه
يقد شمالا أو ضيا حين أضرب
فما كان إلا ضربة الغول بيننا
إذا كان حقا ما إلى الغول ينسب
أطعت الصبا حتى ارعوت بي خليقة
تناهت وفى شرخ الشبيبة ملعب
وما الناس إلا كالنبات مصوح
ليذوى ومخضر لينمى ومعشب
يسربله ماء الشباب نضسارة
وينزع عنه حسنه حين ينضب
دعانى ابن بجوار على وبيننا
من الآل بحر أو من البحر سبسب
فجبت عن الفجر الظلام كأنما
صدعت به عن زرقة الماء طحلب
صفحه ۷۱