ونسبة هذا الشيخ في قبيلة "مديونة" البربرية. ونص على إسمه بهذا وضوح فهو جناو بن فتى المديوني. وهذه القبيلة فرع من زناته، وهم من شعوب البربر البتر، لقد أورد إبن خلدون نسب هذه القبيلة على الصورة التالية : مديونة إبن فاتن بن تمصيت بن ضري بن زحيك بن مادغيس الأبتر (¬1) . وذكر إبن خلدون أن ديار هذه القبيلة " المغرب الأوسط " (¬2) وفي موضع آخر قال : "وكانت مواطن مديونة من قبائل البربر قبلة تاسالة (¬3) وفي موضع آخر يذكر أنهم أخوة بني واسين، وقال : وربما يشهد بذلك جوار موطنهم .......... ما بين صا وملوية" (¬4) فالمواطن الأصلية لهذه القبيلة كما يحددها إبن خلدون هي قبلة تاسالة ما بين وادي صا (زا) وملوية في المغرب الأوسط. وفي نطاق هذه الرقعة الواسعة من البلاد لا نستطيع أن نشير إلى المقر المحدد، أو إلى الموطن الذي كان يعيش فيه جناو بن فتى الدماء لذهاب العلماء" (¬5) ، وقال أيضا :" وأما أهل زماننا يقاتلون المفسدين بمن هو شر منهم وأكثر فسادا في الأرض وتنهب الأموال وتحرق المنازل وكلاهما مفسدون ولا يكزن بعض المفسدين أحب إلى الله من بعض" (¬6) وقال في موضع آخر المسلمون اليوم في كتمان، وإنما يجوز الدفع لما لم يجدوا من دفعه بدا مثل نار أقبلت عليهم إن لم يطفوها عن أنفسهم هلكوا (¬7) وقال :" وأهل هذا الزمان لا ينبغي الخروج معهم إلا أن يكون خروجهم إلى جراد أو سمك فلا بأس أن تخرج معهم، وأما غير ذلك من خروج بعضهم إلى بعض فاحذر، واهرب من الناس كهروبك من السبع" (¬8) .
ثم أضاف بعد ذلك :" ونفير أهل التوحيد إلى أهل التوحيد بأسباب تكون بينهم فاحذر ثم احذر .....
صفحه ۱۶