واستولى الفاطميون (358ه)
1
على الديار المصرية وما لبثوا أن امتد ملكهم لفلسطين والديار الشامية، وكان من مآثرهم في القدس خاصة دار العلم التي أسسها الحاكم بأمر الله، وبيمارستان لم نعثر على بانيه، ولكن ناصر خسرو الرحالة الإيراني أشار إليه في رحلته (437ه).
واستولى العباسيون في أثناء ذلك على بيت المقدس من (465ه) إلى (489ه)، ثم استعادها الفاطميون، وما لبثت أن سقطت بأيدي الصليبيين (492ه).
ومن الذين كان لهم شأن في القرن الخامس أبو محمد الحسن بن علي عبد الرحمن اليازوري الفلسطيني، كان قاضي القضاة وداعي الدعاة في خلافة الإمام المستنصر بالله الفاطمي، كان أبوه من أهل يازور قرية من عمل الرملة، وكان من ذوي اليسار، وانتقل إلى الرملة وولي الحكم فيها بعد والده، وتعلق بخدمة السيدة والدة الخليفة المستنصر بالله. تولى الوزارة (442ه) ولقب بالناصر لدين الله غياث المسلمين. قتل (450ه). انظر ترجمته وحوادثه في القيروان، ونشر الدعوة الفاطمية في بغداد (الإشارة إلى من نال الوزارة، لابن منجب الصيرفي ص73).
ومنهم أبو القاسم الرميلي الذي ولد (432ه)، فقد كانت تأتي إليه الفتاوى من مصر والشام وغيرهما. شرع في كتابة تاريخ بيت المقدس وفضائله وجمع منه أشياء كثيرة، ولما أخذ الإفرنج بيت المقدس (492م) أخذوه أسيرا، وقتل على باب أنطاكية. الأنس الجليل (264، ج1).
ومنهم أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن المسلم المقدسي الفقيه الشافعي صاحب الذخائر. ولد بالقدس (442ه)، وتفقه على الفقيه نصر المقدسي (أستاذ الغزالي) حتى برع في المذهب ودخل مصر بعد (470ه)، وكان من الفقهاء في مصر وقرأ عليه أكثرهم . روى عنه السلفي وغيره. وصنف كتابا في أحكام التقاء الختانين. توفي 518ه، وقيل: 538ه.
وفي (567ه) أقيمت الخطبة العباسية في مصر وقطعت خطبة العاضد لدين الله الفاطمي، وانقرضت الدولة العلوية الفاطمية، وأسس السلطان صلاح الدين المدرسة الصلاحية في القدس 583ه، وقد كانت كبرى المدارس في القدس، وكان لها شأن عظيم في نشر العلوم الدينية (الفقه الشافعي خاصة) واللغة العربية والعلوم الرياضية، كما أنشأ البيمارستان الصلاحي والخانقاه الصلاحية في القدس، وأسس في مصر المدرسة الناصرية في القاهرة. المقريزي السلوك (1 / 63).
ومارستانا وخانقاه للصوفية، كما أنشأ في الإسكندرية مارستانا ودارا للمغاربة، ومدرسة على ضريح المعظم توران شاه، وذلك 577ه. السلوك (1 / 76).
وكان أجل علماء القدس وفلسطين ومصر يتولون إدارة المدرسة الصلاحية، وظل الحال كذلك حتى أواخر دولة المماليك.
صفحه نامشخص