لا أدعي أن زوجك روبير كمال مجسم، ولكنني أراك تحدجينه بعين مريضة ثائرة، فكيف تتوقعين أن يروق لك؟! إن دماغك يسكب سموما على قلبك، فأنت محيرة في أمرك.
إرين :
بالله يا بولين، لا تحولي الحقيقة التي ألمسها كل يوم إلى أشباح وأوهام، أفلا ترين أن زوجي كالحجر الصلد لا يتأثر لشيء ولا يشعر بشيء؟ أما أنا فلا أشعر منه إلا بحق سيادته، فكأنه لم يوجد إلا ليكون حاكمي المطلق وسلطاني البارد المستبد.
بولين (بتهكم) :
وهل يصح أن يحكمك أحد؟! أنت التي لم تخلقي إلا للشعور، ولمحبة كل شيء، والاضطراب من كل شيء، أنت التي تحيين من نسمة وتموتين من لفحة.
إرين :
ما أدعي بلوغ الذروة في الرقي، وما أتطلب من زوجي صفات أعاظم الرجال، ولقد كنت أرضاه حقيرا فقيرا، وأقنع بعيوبه لو أن فيه أقل شعور بالحياة، لو أنه يفرح أو يحزن، إذن لكنت أرفعه على هيكل روحي، ولكن زوجي متمم ذاته بذاته، مصفح لشخصيته، ويا ليته يبكي مرة واحدة لأسكب عليه كل ما أكبت من العطف والحنان في قلبي.
بولين :
أفما يتسنى لك إشعاره بعطفك عندما يثور بينكما الخصام؟
إرين :
صفحه نامشخص