--- ... الصفحة 57 ... ---
وقيل: الموطا لمالك، وقيل: اول من صنف وبوب ربيع بن صبيح(1).
وذكر الحافظ الذهبي في حوادث عام 143 ه: في هذا العصر شرع علم الاسلام في مكة والمدينة بتدوين الحديث(2).
قال الدكتور احمد امين في ضمن البحث عن امر عمر بن عبدالعزيز: كل ما نعلمه انه لم تصل الينا هذه المجموعة، ولم يشر اليها فيما نعلم جامعوا الحديث بعد، ومن اجل هذا شك بعض الباحثين من المستشرقين في هذا الخبر، اذ لو جمع شي من هذا القبيل لكان اهم المراجع لجامعي الحديث، ولكن لا داعي الى هذا الشك، فالخبر يروي لنا ان عمر امر، ولم يرو لنا ان الجمع تم، فلعل موت عمر تم سريعا وعدل ابو بكر عن ان ينفذما امر به(3).
وتلاحظ ايها المطالع ان العلما قد اختلفوا في تاريخ تدوين الحديث، وكذا في اول مؤلف من اهل السنة اختلافا شديدا، واما ثبوت التدوين في عهد عمر بن عبدالعزيز فانه خال من الدليل سوى ما قاله البخاري بهذا الصدد من ان عمر بن عبدالعزيز قد امر بجمع الاحاديث وتدوينها ولكن هل هذا الامر قد امتثل ام لا؟ فالتاريخ بل القرائن والشواهد تثبت عكس ذلك.
وعلى كل حال فان الحديث قد تم تدوينه بعد قرن ونصف قرن من الزمان، وعندئذ خرج من حيز النسيان والانزوا الى حيز المدارسة والكتابة ولما كان المسلمون ينظرون الى التدوين بكونه عملا مخالفا للسنة ومحرما، لذلك فانهم استصعبوه واستثقلوه في بادئ الامر حتى اجبرهم الخلفاء على ذلك.
يقول معمر عن الزهري: كنا نكره كتابة العلم حتى اكرهنا عليه هؤلاء الامرا(4).
صفحه ۵۷