Adwa' ala Awda'una al-Siyasiyah
أضواء على أوضاعنا السياسية
ناشر
دار القلم
شماره نسخه
الأولى
محل انتشار
الكويت
ژانرها
وااسلاماه!!
* عندما أعلن الرئيس أنور السادات عزمه وتصميمه على السعي في سبيل السلام ولو ذهب إلى إسرائيل، وكان ذلك أمام البرلمان المصري. قضيت يومًا بائسًا حزينًا، وحمل الناس الذين التقيت بهم في ذلك اليوم كلام الرئيس السادات هذا محمل الهزل والمناورة.. ولكنني قلت لهم أن إسرائيل ستستغل ذلك وأني أرى أن الرئيس السادات لن يستطيع أن يرجع عن عزمه هذا إذ أحرجه اليهود ودعوه إلى هناك، وقد كان.. ويوم ذهب الرئيس للقاء أعداء أمتنا التقليديين كان الله قد أكرمنا بحج بيته المقدس في مكة المكرمة كان الناس مذهولين مندهشين لا يصدقون ما يسمعون ويلعنون ويكفرون ويدعون.. وجاءني أحدهم وقال: أتصدق حقًا أن الرئيس أنور السادات قد ذهب إلى اليهود وجلس معهم!! أنا لا أستطيع أن أصدق ذلك!!.. وشغل الناس بأداء المناسك وخطب خطيب المسلمين في مسجد نمرة بعرفات فدعا على اليهود قائلًا: اللهم أهلك اليهود ومن والاهم.. وردد ذلك مرارًا، ورد الناس وراءه في حرقة بالغة وألم قاتل. وتفرق الحجيج إلى ديارهم.. وعدنا لنشهد المأساة ولنقرأ ونسمع ما تقذفه المطابع من غثاء. وما تبثه الإذاعات من هراء عدنا لنعيش مأساة أمتنا في وقت أضحى فيه الحق باطلًا والباطل حقًا، والعدو صديقًا، والصديق عدوا. عدنا لنجد النهار أشد ظلمة من الليل. والليل لا ينتظر الناس فجرا وراءه..
1 / 159