نشر «ثروة الأمم» أخيرا في مارس 1776، وحقق نجاحا تجاريا هائلا، وطبع عدة مرات وبلغات متنوعة خلال بضعة أعوام فقط، كما أنه حقق نجاحا تطبيقيا أيضا؛ فالوصفات التي قدمها، كتحرير التجارة، أخذت تشق طريقها في السياسة العامة. (6) مفوض الجمارك
كوفئ سميث بحصوله على منصب مفوض الجمارك في إدنبرة، براتب سخي قدره 600 جنيه استرليني. وهكذا، أصبح حينها أكبر المنتقدين لمنظومة الجمارك الاعتباطية الفاشلة في بريطانيا، متبوئا لمنصب يمكنه من فعل شيء ما إزاء هذا الواقع، وقد أبدى سميث قدرا كبيرا من الجد في القيام بمهام منصبه.
7
وكان يدلي بنصائحه في موضوعات أخرى أيضا، محاربا القيود المفروضة على التجارة في أيرلندا على سبيل المثال، كما تدخل بشأن «الاضطرابات» الاستعمارية الأمريكية. وفي وقت لاحق، استعان رئيس الوزراء ويليام بيت بمبادئ سميث في صياغة معاهدة تجارية مع فرنسا، وفي تطبيق إصلاح واسع النطاق لمنظومة الضرائب في البلاد.
كان سميث يحب النقاش والجدل مع الأصدقاء، وفي يوليو 1790، وبينما كان يقضي أحد أمسيات الجدل الكثيرة في إدنبرة، أحس سميث بالتعب وذهب ليرتاح في فراشه قائلا بأن للنقاش بقية في مكان آخر. ولم يلبث بعدها إلا بضعة أيام حتى توفي، ليدفن تحت نصب تذكاري فخم، وإن كان غير متكلف، في ساحة كنيسة بالقرب من منزله في كانونجيت.
هوامش
الفصل الثالث
كتاب «ثروة الأمم»
(1) الخطوط العريضة للكتاب
كتب آدم سميث «ثروة الأمم» مدفوعا بعدة أسباب، منها أنه كان يرغب في تشجيع السياسيين على التخلي عن سياسة تقييد التجارة وإبعادها عن المسار الصحيح عوضا عن السماح لها بالازدهار؛ لذلك استخدم لغة صريحة لا تزال سهلة الفهم حتى يومنا هذا.
صفحه نامشخص