ادب الطلب ومنتهی الادب
أدب الطلب
ویرایشگر
عبد الله يحيى السريحي
ناشر
دار ابن حزم
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
محل انتشار
لبنان / بيروت
مناطق
•یمن
امپراتوریها
امامان زیدی (یمن: صعده، صنعا)
هَذَا الهذيان وَلَو احْتَاجَ مُحْتَاج إِلَى الِاسْتِدْلَال على بطلَان هَذَا الْبَاطِل لزمَه أَن يدْفع فِرْيَة كل مفتر على الله وَللَّه در الإِمَام الشَّافِعِي حَيْثُ يَقُول من اسْتحْسنَ فقد شرع
الِاجْتِهَاد
وَأما الِاجْتِهَاد فقد رسموه بِأَنَّهُ استفراغ الْفَقِيه الوسع لتَحْصِيل ظن يحكم شَرْعِي
وَلَا شكّ أَن هَذَا الظَّن الْكَائِن بعد الاستفراغ وَإِن تعبد الله بِهِ ذَلِك المستفرغ لكَونه فَرْضه عِنْد فقد الدَّلِيل كَمَا تقدم الْبَحْث عَن هَذَا وَالِاسْتِدْلَال عَلَيْهِ لَكِن الشَّأْن فِي كَون هَذَا الظَّن حجَّة على أحد من عباد الله مِمَّن لم يَقع لَهُ هَذَا الظَّن وَلَا تقدم لَهُ استفراغ الوسع فَإِن الْحجَّة الشَّرْعِيَّة لَيست ظنون بعض الْمُكَلّفين بِالشَّرْعِ المتعبدين بِهِ على الْبَعْض الآخر وَلَا جَاءَ فِي الشَّرِيعَة حرف وَاحِد مِمَّا يُفِيد هَذَا وَيدل عَلَيْهِ بل صرح الْكتاب الْعَزِيز بِالنَّهْي عَن اتِّبَاع الظَّن وَأَنه لَا يُغني من الْحق شَيْئا وَأَن بعضه إِثْم وَهَذِه الْأَدِلَّة الْكُلية توجب على الْإِنْسَان أَن لَا يعْمل بظنه فِي شئ كَائِنا مَا كَانَ إِلَّا مَا خصصه الشَّرْع فَكيف بِظَنّ غَيره
فيا معشر المقلدة اسمعوا وعوا فَإِنَّكُم إِنَّمَا تتبعون ظنونا خطرت لقوم الْحجَّة من الله بِمَا فِي كِتَابه وَسنة نبيه قَائِمَة عَلَيْهِم كَمَا هِيَ قَائِمَة عَلَيْكُم وهم متعبدون بهَا كتعبدكم بهَا فَمَا لكم وَلَهُم وماذا عَلَيْكُم من ظنونهم فقد أَسْفر الصُّبْح لذِي عينين وارتفع مَا على قُلُوب قوم من الرين إِن بَقِي للهداية مجَال ولاستماع الصَّوَاب احْتِمَال وَقد كررت الْكَلَام فِي الْمقَام بِمَا لَا يحْتَاج مَعَه إِلَى التَّطْوِيل هُنَا
1 / 211