144

ادب الطلب ومنتهی الادب

أدب الطلب

پژوهشگر

عبد الله يحيى السريحي

ناشر

دار ابن حزم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

محل انتشار

لبنان / بيروت

الْأَلْفَاظ الْعَرَبيَّة واستخراجها من مواطنها وَعِنْده من علم إصْلَاح الحَدِيث وَعلم الْجرْح وَالتَّعْدِيل مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى معرفَة مَا يتَكَلَّم بِهِ الْحفاظ على أَسَانِيد الْأَحَادِيث ومتونها مؤشر الْوُصُول إِلَى الْمرتبَة الثَّانِيَة فَمن علم بِهَذِهِ الْعُلُوم علما متوسطا يُوجب ثُبُوت مُطلق الملكة فِي كل وَاحِد مِنْهَا صَار مُجْتَهدا مستغنيا عَن غَيره مَمْنُوعًا من الْعَمَل بِغَيْر دَلِيل وَعَلِيهِ أَن يبْحَث عِنْد كل حَادِثَة يحْتَاج إِلَيْهَا فِي دينه عَن أَقْوَال أهل الْعلم وَكَيْفِيَّة استدلالهم فِي تِلْكَ الْحَادِثَة وَمَا قَالُوهُ وَمَا رد عَلَيْهِم بِهِ فَإِنَّهُ ينْتَفع بذلك انتفاعا كَامِلا وَيضم إِلَى علمه علوما وَإِلَى فهمه فهوما وَهُوَ وَإِن قصر عَن أهل الطَّبَقَة الأولى فَلَيْسَ بمحتاج فِيمَا يتَعَلَّق بِهِ من أَمر الدّين إِلَى زِيَادَة على هَذَا الْمِقْدَار وَيخْتَلف الِانْتِفَاع بالعلوم باخْتلَاف القرائح والفهوم فقد ينْتَفع من هُوَ كَامِل الذكاء صَادِق الْفَهم قوي الْإِدْرَاك بِالْقَلِيلِ مَا لَا يقتدر على الِانْتِفَاع بِمَا هُوَ أَكثر مِنْهُ كثير من جامد الْفَهم راكدي الفطنة كَيْفيَّة الْوُصُول إِلَى الْمرتبَة الثَّالِثَة للعم وَأما أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين يرغبون فِي إصْلَاح ألسنتهم وتقويم أفهامهم بِمَا يقتدرون بِهِ على فهم مَعَاني مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من الشَّرْع وَعدم تحريفه وَتَصْحِيفه وتغيير إعرابه من دون قصد مِنْهُم إِلَى الِاسْتِقْلَال بل

1 / 173