وإنما الشأن أن تجاهدوا في بدء أمرك حق جهاده، فإذا أنت قد ظفرت بالوعد الثاني قد أنجزه لك، فإذا هداك السبيل ملأ قلبك نورًا وكلاءة ورعاية حتى لا تزيغ، فهو المنيب، المقبل على ربه، القابل لأمره بالهشاشة والسرعة، ألا ترى إلى قول الرسل الذين مضوا ﵈ حكى عنهم الرب ﵎، حيث قالوا: (ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا). والتوكل هو أن تفوض أمرك إلى ربك، ثم ترضي بما يصنع بك، فعلموا في قلوبهم أنهم إنما قووا على ذلك بما هداهم الله لسبيله. ومما يحقق ما قلنا في شأن الراضي والصابر، قول رسول الله ﷺ لعبد الله بن عباس رضي
الله عنهما: (فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا واليقين، فأفعل، فإن لم تستطع فأصبر، فإن الصبر على ما تكره خير كثير. واعلم أن مع العسر يسرا، ومع الكرب فرجًا). حدثنا بذلك علي بن حجر، قال حدثنا بذلك
1 / 28