============================================================
كتاب أدب اللوك في بيان حقائق التصوف فربما أكلت طول البادية أكلتين، وهذا عامة سياحة أصحابنا، وقد قال الكتاني : حكم الفقير أن يكون كل يوم في منزل وأن يموت بين المتزلين، فهذا حقيقة سياحة الصوفية، 3 ولهم في السياحة إشارات أمسكت عن شرحها، والله يوفق من يشاء لادراكها.
(24) باب أوطان الصوفية وأما أوطان الصوفية ومغناهم فبيوت الله تعالى حيث كانوا، وهي المساجد، يجلسون فيها ويرابطون، وأكثر جلوس الصوفية في الحضر والسفر في المساجد، وذلك لموافقة أصحاب الصفة، وقد قال أبو الدرداء : سمعت رسول الله يقول : المسجد بيت كل 9 تقي، وقد ضمن الله عز وجل لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله عز وجل ، وروى عن سعيد بن المسيب أنه قال : إن الذي يجلس في المساجد فإنما يجالس ربه عز وجل.
2 فالصوفية معروفة بالجلوس في المساجد لأنهم لا يبنون البيوت، ولا يضعون لبنة على لبنة، ولا يكونون مرسومين بالذور إلا الأقل منهم ، لأنهم غرباء اختاروا محاورة الله تعالى بالحلوس في بيته ، فيروى عن أنس ين مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله 15 : إن الله عز وجل ينادي يوم القيامة : أين جيراني؟ فتقول الملائكة : ربنا ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: اين عمار المساجد؟ فحقيقة العمارة الذكر فيها والمرابطة وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ولقد بلغنا (ه4) أن عيسى ابن مريم صلوات الله عليه وسلامه 18 قال لأصحابه : تدرون أين بيني؟ قالوا : لا يا روح الله ! قال : بيتي المسجد وطيبي الماء وأدمي الجوع..
ثم كان جلوس أصحاب الصفة في مسجد النبي ، فالصوفية وافقوهم بالتباين 21 عن أبناء الدنيا لأن أبناء الدنيا يكون جلوسهم في الأسواق والمصطبات ويكون لهم المنازل المزخرفة يبنونها فيسكنونها ويتمتعون بها، فمضطبات الصوفية الصعدات والمفاوز، كلما 13) يكونون: يكونوا ص 17) وسلامه: وسلم ص 22) يتمتعون: يتمتعوا ص.
1)-4) اللمع 189، 16، مشوب إلى أبي الحسين المزين.
ده تهين
صفحه ۶۰