111

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

پژوهشگر

علي الرضا الحسيني

ناشر

دار النوادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۳۱ ه.ق

محل انتشار

سوريا

ژانرها

فالآيات هنا: الكتب المنزّلة، ومن يذهب إلى أن وجود الإيمان بالله لا يتوقف على دعوة رسول، يضيف إلى الكتب المنزّلة في تفسير (آياتنا): الدلائل الكونية الكافية في ربط القلوب بعقيدة التوحيد.
وأضاف تعالى الآيات إلى نفسه، فقال: (آياتنا)؛ ليكون قبح التكذيب بها أظهر. وأتى بنون العظمة، فقال: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ دون أن يقول: بآياتي؛ لبعث المهابة في نفوس السامعين، وذلك أدعى إلى تلقي الوعيد باهتمام.
﴿وَأَصْحَابُ﴾: جمع صحب، مأخوذ من الصحبة، وهي الاقتران والملازمة. ودل بقوله: ﴿خَالِدُونَ﴾ على أن صحبتهم للنار دائمة، وليست من الصحبة التي تستمر مدة، ثم تنقطع، ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: ٤٨].
انتهت قصة آدم عند هذه الآية. ويجدر بنا أن ننبه لرأي أبداه بعض من كتب في التفسير منذ عهد قريب، وهو أن هذه القصة واردة على وجه التمثيل، لا أنها إخبار عن حقائق واقعة، وبسط القول في تقرير كونها تمثيلًا بما لا يسع المقام حكايته.
والحقيقة أن القصة سيقت على وجه ظاهر في أنها واقعة، وتأويل آيات القصص على أنها من قبيل التمثيل لا يلجأ إليه إلا أن يكون حملها على المعنى الظاهر متعذرًا، ولم يقم دليل شرعي أو عقلي يقتضي العدول في تفسير هذه القصة عن الظاهر من سياقها حتى يسهل صرف ألفاظها عن حقائقها، وتقبل دعوى أنها خارجة مخرج التمثيل.
والقصة - مع كونها حقيقة واقعة - تنطوي على حكم شائقة، وعبر لامعة، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال، عزيزة المثال؛ كأن يفهم منها: أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من

1 / 77