اعلام فکر اسلامی
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
ژانرها
وكان أكثر تحصيله للعلوم العقلية على الشيخ حسن الطويل، ولازم صحبته، وتخلق بأخلاقه، وتلقى عنه في داره العلوم الحكمية والرياضية وكثيرا من كتبها، مثل: «شرح الهداية» للمبيدي، و«الطوالع»، وأكثر «المقاصد والمواقف»، و«إشارات ابن سينا» بالشروح لنصير الدين الطوسي والإمام الرازي، و«المحاكمات»، وبعض كتاب «النجاة» لابن سينا، و«أشكال التأسيس» بشروحها في الهندسة، و«تحرير إقليدس»، وفي الهيئة: «شرح الجغميني»، وتذكرة «نصير الدين الطوسي»، وفي الحساب: خلاصة بهاء الدين العاملي بشرح البورصاوي، و«المعونة»، وشرح ابن الهائم، وغيرها، وفي المنطق: «القطب» بحواشيه، و«المطالع»، و«الخبيصي»، و«إيساغوجي»، وغيرها.
وامتحن للعالمية والتدريس في 18 صفر سنة 1293، وكان مجلس الامتحان مكونا من الشيخ عبد الرحمن البحراوي والشيخ عبد القادر الرافعي الحنفيين، والشيخ أحمد شرف الدين المرصفي والشيخ زين المرصفي الشافعيين، والشيخ أحمد الرفاعي والشيخ أحمد الجيزاوي المالكيين، برياسة شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية الشيخ محمد المهدي العباسي، فلما امتحنوه أعجبوا به إعجابا شديدا لجودة تحصيله وشدة ذكائه فأجازوه، إلا أنه أخر التدريس لاشتغاله بتتميم ما كان يقرؤه على الشيخ حسن الطويل، ثم ابتدأ في القراءة بالأزهر سنة 1296ه فقرأ به الكتب المتداولة به وغيرها، وتخرج عليه جمع من الأفاضل، منهم: الشيخ محمد شاكر، والشيخ محمد حسنين العدوي، والشيخ محمد بخاتي، والشيخ سعيد الموجي، والشيخ محمد الغريني، والشيخ مصطفى سلطان.
ثم جعل مفتيا لديوان الأوقاف فكانت له اليد الطولى في إصلاحه، وعاون من به على تحسين أموره بجودة عقله وحسن رأيه، وحسبك أنه دخله وإيراده مائة وعشرون ألف دينار وخرج منه وإيراده يربو على مائتي ألف دينار، ثم نقل عضوا في المحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة، ورأس المجلس العلمي للنظر والفصل في القضايا الكبرى، ثم انتدب للمحكمة العليا بعد ذلك فكانت له اليد الطولى في إصلاحها، ومنع شهادات الزور، وإصلاح حال المحامين، وكانت وفاته في شوال سنة 1324ه عليه رحمة الله.
أحمد مفتاح
1274-1329ه
هو العالم الشاعر الناثر الشيخ أحمد بن مفتاح بن هارون بن أبي النعاس، ينتهي نسبه إلى عمار - بضم العين المهملة وتخفيف الميم - أحد العرب النازلين من الصفراء إلى أرض مصر حوالي القرن العاشر، وبين أبي النعاس وعمار جدان أو ثلاثة.
ولما ورد عمار «مصر» قطن بإقليم منية ابن الخصيب
1
في صعيد مصر، وقام بين عرب تلك الجهة منازعة أدت إلى مقاتلة كان جد المترجم أبو النعاس له اليد الطولى فيها. ويقال: إنه حضر بعض الوقائع بدون سلاح، ولقوته أمسك جحشا صغيرا من رجليه وضرب به حتى مات الجحش.
وقطن هارون الجد الأدنى للمترجم في بلدة على الشاطئ الغربي للنيل بإقليم المنية تابعة لبني مزار، أنشأها حسن بن عبد العزيز أحد أجداد المترجم من جهة والدته، وهي بلدة صغيرة اشتهرت بين العامة باسم بني عجيز محرفا عن أبي عزيز، يعنون به حسن بن عبد العزيز مؤسسها على عادتهم في تكنية الرجل باسم أبيه، وما زال هارون المذكور بها حتى ولد له مفتاح أبو المترجم سنة 1229ه، وكان في هذه البلدة رجل اسمه علي أبو محمد من أقارب والدة المترجم جعلته الحكومة شيخ المشايخ، وهو لقب كان يطلق إذ ذاك على من يحكم عدة بلاد، وكان جائرا في معاملته، فاعتدى على أناس من أهل البلد بالضرب حتى أشرفوا على الهلاك، فاضطر بعض أهلها إلى الشكوى للمدير مستعينين بعلي أفندي الشريعي والد حسن باشا الشريعي، وبعد اللتيا والتي ساعدوهم على الانفصال فانفصلوا واختطوا بلدة أخرى شمالي أبي عزيز سنة 1264ه سموها نزلة عمرو، وانتقل إليها هارون بولده أبي المترجم وابتنى بها دارا كبيرة، وبقي بها حتى مات بعد أن أسن، وكان سديد الرأي يرجع إليه في المشكلات.
صفحه نامشخص