الأعلام العلیه در مناقب ابن تیمیه

ابن علی سراج الدین بازار d. 749 AH
52

الأعلام العلیه در مناقب ابن تیمیه

العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية

پژوهشگر

علي بن محمد العمران

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

محل انتشار

دار ابن حزم (بيروت)

الشهادة، ووعدهم على قيامهم النصر والظفر والأمن وزوال الخوف، فانْتُدِب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم، فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان، فلمّا رآهم السلطان قال: من هؤلاء؟ فقيل: هم رؤساء دمشق، فأذن لهم، فحضروا بين يديه، فتقدم الشيخ ﵁ أوّلًا، فلمّا أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة ﵁، حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أوّلًا في عكس رأيه عن تسليط المخذول (^١) ملك الكرج على المسلمين، وضمن له أموالًا، وأخبره بحرمة دماء المسلمين، وذكَّره ووعظه. فأجابه إلى ذلك طائعًا، وحُقِنت بسببه دماء المسلمين، وحُميت ذراريهم، وصين حريمهم. وحدّثني مَن أثق به عن الشيخ كمال الدين ابن المنجّا (^٢) قدّس الله روحه قال: كنت حاضرًا مع الشيخ حينئذ، فجعل ــ يعني الشيخ ــ، يُحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره، ويرفع صوته على السلطان حتى جثا على ركبتيه، وجعل يقرب منه في أثناء حديثه، حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان، والسلطان مع ذلك مقبلٌ عليه بكُلّيته، مُصْغٍ لما يقول، شاخص إليه لا يعرض عنه. وأن السلطان من شدّة ما أوقع الله له في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته: من هذا الشيخ؟ وقال ما معناه: إني لم أر مثله ولا أثبت قلبًا منه، ولا أوقع من حديثه في قلبي، ولا رأيتني أعظم انقيادًا مني لأحد منه، فأخبر بحاله، وما هو عليه من العلم والعمل، وسأله إن أحببت أن أعمر لك بلد آبائك حرّان،

(^١) (ط، ك): «المخزول». (^٢) في «ذيل مرآة الزمان»: (١/ ٢٥٥) وغيره: «وجيه الدين بن المنجا».

1 / 782