فمتى لم يعن الطبيب المريض بكل ما يحتاج إليه فيمن كان حاله من تناول كشك الشعير هذه الحال كيما يكون بالغا فيما يحتاج إليه منه ناله منه الضرر في أشياء كثيرة فإن من كان في جوفه فضلة من الطعام محتسبة فأعطاه معط هذا الحسو من غير أن يتقدم فيستفرغ ذلك الفضل فإنه إن كان به وجع زاد فيه وإن لم يكن به وجع أحدثه به ويصير التنفس عند ذلك أزيد تواترا وهذا التنفس رديء وذلك أنه يجفف الرئة ويتعب ما دون الشراسيف ومراق البطن والحجاب.
ومع ذلك أيضا فإنه إن كان أيضا وجع الجنب دائما لا يخف بالتكميد والبصاق لا يخرج لكنه يتزيد لزوجة من غير نضج فإنه إن لم ينحل الوجع إما بتليين البطن وإما بالفصد بحسب ما يستدل أنه يحتاج إليه فأعطى الكشك أصحاب هذه العلة وهم بتلك الحال حدث عليهم الموت بالسرعة.
صفحه ۹