فلهذه الأسباب ولأسباب أخر نظائر لها صار من استعمل كشك الشعير بكليته أولى بأن يموتوا في اليوم السابع أو قبله وبعضهم يموت بعد أن تدخل عليه الآفة في ذهنه وبعضهم يختنق من نفس الانتصاب والخرير وقد كان الأولون يتوهمون بهؤلاء خاصة أنهم قد قرعهم قارع من السماء لأنهم إذا ماتوا يوجد الجنب منهم قد اخضر كما يخضر موضع الضربة والسبب في ذلك أنهم يموتون قبل أن ينحل عنهم الوجع وذلك أنهم يقعون في الشوق بسرعة وذلك أن الشيء الذي ينفث إذا احتبس منع الهواء من أن يدخل واضطره إلى أن يخرج بسرعة فيصير هذان السببان معينيين كل واحد منهما للآخر على البلاء وذلك أن البصاق إذا احتبس جعل التنفس متواترا والتنفس أيضا إذا صار متواترا يزيد في لزوجة البصاق ويمنعه من أن يلزق فيبرأ وليس تعرض هذه الأشياء عند استعمال كشك الشعير في غير وقته فقط لكنها قد تعرض أيضا أكثر من ذلك كثيرا متى أكلوا أو شربوا أشياء أخر أقل موافقة من كشك الشعير.
[chapter 6]
وطريق الرفد في أكثر الأمر طريق واحد لمن يستعمل ماء الشعير ومعه ثفله ولمن يستعمل ماءه فقط ولمن لا يستعمل واحدا منهما لكن يقتصر على ما يشرب وربما كان طريق الرفد مختلفا.
وقد ينبغي بالجملة أن تفعل ما أقول متى ابتدأت تأخذ حمى مع وجع أو من غير وجع وعهده بتناول الغذاء قريب وبطنه لم يستفرغ بعد فينبغي أن تمنعه من تناول الحساء إلى أن يعلم أن طعامه قد انحدر إلى أسفل الأمعاء.
صفحه ۱۰