فأما العوام فليس يعرفون الأفضل من الأخس في معرفة هذه الأمراض ويمدحون ويذمون خاصة أنواعا أخر من أنواع العلاج وأعظم الدلائل على أن العوام جهال جدا بأمر هذه الأمراض وبالتأتي لمداواتها كيف ينبغي أن يكون ما أقول وهو أن من ليس معه علم بالطب قد يظن به أنه أعلم بالطب بسبب هذه الأمراض وذلك أن تعلم أسماء أصناف العلاج التي يتوهم أنها أصلح لأصحاب هذه الأمراض سهل لأن الإنسان متى عرف هذه الأسماء أعني ماء كشك الشعير وشراب كذا وكذا وماء العسل توهم عليه جميع العوام أنه طبيب إذ كان ما يصفه الأفضل والأخس شيئا واحدا بعينه.
[chapter 3]
صفحه ۳