وليس لهذا فقط لا أحدهم لاكن لأنهم أيضا إنما استعمالوا أنواعا من العلاج قليلا عددها وذلك أن أكثر ما وجدوا من العلاج خلا علاج الأمراض الحادة إنما هو إسقاء الأدوية المسهلة وماء الجبن واللبن في أوقاتها.
وأما الذين أتوا بعدهم فإنهم لما عادوا وأصلحوا ما كتبه أولائك كتبوا أشياء أشبه بطريق الطب من الأشياء التي ينبغي أن تدني من كل واحد من المرضى ومع هذا فإن القدماء لم يكتبوا في التدبير شيئا له قدر.
وأما كثرة اختلاف أصناف كل واحد من الأمراض وكثره تقاسيمه فلم يجهله الواحد فالواحد منهم وأما عدد أصناف كل واحد من الأمراض فإنهم لما أرادوا أن يوضحوا القول فيه لم يصيبوا فيما كتبوا وذلك لأنه عسى أن يكون إحصاء عددها لا يسهل إن كان استدلال المستدل على أمراض الأعلاء يكون بأن كل واحد منهما يخالف صاحبه في شيء من الأشياء فيظن أن ذلك المرض ليس هو المرض الآخر بعينه إلا أن يكون اسمه اسم ذلك المرض بعينه.
[chapter 2]
ومتى لم يكن حال المرض الوافد حال المرض القتال العامي لاكن كانت الأمراض مختلفة غير متقاربة عرض لأكثر الناس من الأشياء التي تقدمنا فوصفناه أن يهلكوا.
صفحه ۲