إن من أردأ الأشياء أن يكون ضعف المريض بشدة من الوجع وحدة من المرض فيؤمر بفضل تناول من شراب أو حسو أو طعام فالآمر بذلك يتوهم أن ضعف المريض إنما هو من خوى ومن أقبح الأشياء أيضا أن يكون ضعف القوة من خلاء العروق فلا يعلم ذلك الطبيب ويضيق عليه في الغذاء فإن هذا الغلط أيضا قد يحدث على المريض خطرا إلا أنه أقل كثيرا من الأول وهو أولى أن يضحك منه أكثر من الغلط الأول لأنه إن دخل على المريض طبيب آخر أو بعض العوام وعرف ما عرض له فأمره بتناول الأغذية والأشربة التي منعه منها ذلك الطبيب الأول تبين بيانا ظاهرا نفعه للمريض والعار على من كانت هذه حاله من الناس أشد كثيرا وذلك أنهم يرون الداخل بآخرة طبيبا كان أو رجلا من العوام أنه قد أقام ميتا وأنا كاتب الدلائل التي ينبغي أن يستدل بها على كل واحد.
[chapter 12]
صفحه ۲۶