فهذا أحد الدلائل الكافية في أن التغيير العظيم جدا في الأعراض العارضة في طبائعنا وسحنة أبداننا خاصة يولد الأمراض فليس يمكن إذا استعمال خلاء العروق كثيرا في غير وقته ولا إعطاء الغذاء في وقت منتهى الأمراض والتهابها ولا يمكن أيضا تغيير التدبير بغتة لا عند هؤلاء ولا عند هؤلاء.
[chapter 10]
ولقائل أن يقول أيضا أشياء أخر كثيرة مؤاخية لهذه من الأشياء العارضة للمعدة وهي أن احتمال تناول الأطعمة التي قد جرت العادة بأكلها وإن كانت في طبيعتها غير محمودة أسهل عليهم وكذلك أيضا الأشربة وأما الأطعمة التي لم يعتادوا أكلها فاحتمالهم لها أصعب وإن كانت ليست برديئة وكذلك أيضا الأشربة.
وكل ما فعله تناول اللحم بكثرة على خلاف العادة أو الثوم أو الانجذان أو لبنة أو عيدانه أو سائر ما أشبه ذلك من الأطعمة التي تخصها قوى عظيمة فالعجب من كل من كانت هذه حاله أن بعضه يحدث في المعدة من الوجع أكثر ومن بعض أقل وإن تفقدت وعلمت سائر ما يتلو ذلك — — —
[chapter 11]
صفحه ۲۱