أجاب: لقد تمر بي أوقات أكاد أن أصدق هذه الإشاعة.
قال: متى؟
أجاب: حين أرى تلك الخصلة البيضاء في شعري.
فارتعش البارون، وأدار قبعته إلى جهة صدغه كي يخفي تلك الخصلة البيضاء الموجودة في شعره أيضا، ثم رآه يضطرب فقال له: ماذا أصابك؟
قال: إن صدري يلتهب.
قال: سنصل قريبا إلى المنزل، فتسقيك أمي شرابا مرطبا.
وبعد هنيهة وقفت المركبة بأمر البارون عند باب منزل، فخرج الاثنان منها، وصرف البارون المركبة، ثم صعد مع فيلكس في السلم وهو يعينه على الصعود؛ إذ لم يكن يستطيعه؛ حتى وصلا إلى الباب فقرعه البارون، ففتح لهما رجل، فلما رأى البارون نزع قبعته، وانحنى أمامه بملء الاحترام، فقال له البارون: إني في حاجة إليك.
قال: تفضل يا مولاي بالدخول.
أما فيلكس فقد عاوده الشك فيما سمعه، ولكنه كان منهوك القوى، ودخل به البارون غرفة متسعة كانت فيها حقائب معدة للسفر، فسأل صاحب المنزل قائلا: متى عزمت على السفر؟
قال: في قطار الصباح.
صفحه نامشخص