قال: كلا يا سيدي! فأهلا بك.
قال: إني أبني قصرا في الشانزليزه، وأود أن أزينه بالنقوش، وأن يتولى رسمها الأكفاء مثلك، فإني أراك من أساطين هذه الصناعة.
فانحنى فيلكس وقد احمر وجهه لهذا الثناء.
فقال له البرنس وقد أشار إلى التمثال: أليس هذا التمثال من صنعك؟!
أجاب: نعم يا سيدي، وإني أشتغل به منذ عام.
قال : أليس في نيتك أن تعرضه؟
أجاب: نعم، وسأرسله غدا إلى المعرض. - أبشرك بأنهم سينعمون عليك بوسام، والآن فاعلم أني رجل حر الضمير، لا أحب المؤاربة وإني أحدثك بملء الصراحة، فإني من المولعين بالفنون الجميلة، وقد اتصل بي أمر تمثالك، فأتيت خصيصا مع صديقي المركيز كي أشتريه منك قبل عرضه. قال: ولكني يا سيدي ...
قال: وكنت أستطيع أن أصبر، فأشتريه بعد العرض، ولكني أريد أن يعلم الجميع أنه لي حين عرضه، ورجائي أن تعذرني، فإني من عشاق الفن الذين يقال عنهم أنهم أصغر عقولا من الأطفال، وأشد جزعا من النساء، فلا أستطيع أن أصبر فأشتريه عند العرض.
فطاش عقل فيلكس، ولم يدر ما يجيب، ومضى البرنس في حديثه فقال: أما الثمن فعليك أن تعينه، وأرجو أن تعلم أني لا أحب المساومة في مثل هذه الصفقات.
وكان شارنسون واقفا وراء فيلكس فهمس في أذنه قائلا: اطلب غاليا ... ثلاثة آلاف فرنك ... وقد سمع البرنس هذه الكلمات فابتسم، وخشي أن يعمل فيلكس بنصح صاحبه ويطلب هذا الثمن، فقال له: تقول إنك اشتغلت عاما بهذا التمثال، أليس كذلك؟
صفحه نامشخص