إلى أن يقول:
فإن يك ما بعثت به قليلا
فلي حال أقل من القليل
وحدث للقاضي أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر الفقيه المالكي المشهور ضيق وشدة، وهو ببغداد، فلم ير بدا من الرحيل عنها، وخرج لتشييعه يوم فصل جمع من أكابرها، وطوائف كثيرة، من أهلها، وما فيهم إلا متوجع لفراقه، أو آسف على فوات الاستفادة من علمه، فقال لهم عند الوداع: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية ما عدلت عن بلدكم. فلم تحرك مقالته واحدا منهم، يتكفل له بما طلب؛ فسار عنهم قاصدا مصر، واجتاز بمعرة النعمان، وبها يومئذ أبو العلاء، فأضافه واحتفى به، وفيه يقول:
والمالكي ابن نصر زار في سفر
بلادنا فحمدنا النأي والسفرا
إذا تفقه أحيا مالكا جدلا
وينشر الملك الضليل إن شعرا
7
ثم حباه عند رحيله بثلاثين درهما، وخاطبه معتذرا بقوله:
صفحه نامشخص