كذلك مجرى الرزق ، واد بلا ندى
وواد به فيض وآخر ذو جفر
ولما وصل القاضي عبد الوهاب المذكور إلى مصر، أقبلت عليه الدنيا، وانهالت عليه صلات الأمراء، ولكنه لم يتمتع بشيء منها، بل مات عقب وصوله من أكلة اشتهاها، وسمعوه يقول وهو يتقلب ويتململ: لا إله إلا الله، إذا عشنا متنا. وهو القائل في بغداد:
بغداد دار لأهل المال طيبة
وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها
كأنني مصحف في بيت زنديق
هوامش
فصل في بقية أخباره
لما دخل أبو العلاء بغداد أقبل عليه علماؤها وأدباؤها، معجبين بفطنته، وسعة علمه. واختص بصحبته جماعة منهم؛ كأبي القاسم علي بن المحسن القاضي التنوخي، وكخازن دار العلم؛ والشريفين الرضى والمرتضى ابني أبي أحمد الموسوي، وغيرهم. وكان المرتضى شديد الاختصاص به، وله معه مباحثات ومداعبات.
صفحه نامشخص