شجرة :
فما بال ركن الدين قد توانى عنها؟ ترى نسي عهده أيام كانت معنا في الكرك عند يوسف؟ أم أنها جاءت مصر تبغي غير من أنقذها من أخياش بني الأصلم في بادية بغداد؟
بيبرس :
لم أكن وحقك لأدري بما أصاب أختك إلا الليلة، إنني كنت بشار مساح حتى اليوم، ولكنت الساعة بين سمع الفرنسيس وبصرهم لولا أنها نوبتي في جوار مولاي السلطان، إنك لتعلمين أني لا أطيق أن أتمثل لنفسي أختا في الدين والوطن أسيرة حتى أنقذها، فما بالك يا عصمة الدين بالفتاة التي علقت بها نفسي وعلقت بي نفسها؟ أما والله لو كان فوق الروح فداء لفديتها، فاعذري يا سيدتي وتوكلي على الله.
شجرة :
شكرا لك يا بيبرس، من أجل هذا رضيت بك فارسا لها.
فخر (يتقدم من بيبرس) :
ما أشد جرمي عليك يا ركن الدين، لقد كان إخلائي دمياط وقرا عليك يعدل ما أصاب الناس فيها جميعا، لو بقيت في يدي يومين لبلغتك عروسك سالمة، ولكنه قضاء الله. معذرة إليك يا ركن الدين.
بيبرس :
لكأنه أراد لنا أن نتقاسم البؤسى؛ إذ نحن صديقان كما تقاسمنا النعمى في كل مكان. لاتحزن يا فخر الدين ذلك قضاء الله.
صفحه نامشخص