La piedad y el ascetismo en la adoración

Ibn Taimiyya d. 728 AH
40

La piedad y el ascetismo en la adoración

الزهد والورع والعبادة

Investigador

حماد سلامة، محمد عويضة

Editorial

مكتبة المنار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٧

Ubicación del editor

الأردن

Géneros

Sufismo
أَنه بَاطِل لِئَلَّا ينفرون مِنْهُ بل الشَّيْطَان يُخَاطب أحدهم بِمَا يرى أَنه حق والراهب اذا رَاض نَفسه فَمرَّة يرى فِي نَفسه صُورَة التَّثْلِيث وَرُبمَا خُوطِبَ مِنْهَا لِأَنَّهُ كَانَ قد يتمثلها قبل ذَلِك فَلَمَّا انصقلت نَفسه بالرياضة ظَهرت لَهُ وَالْمُؤمن الَّذِي يحب الله وَرَسُوله يرى الرَّسُول فِي مَنَامه بِحَسب ايمانه وَكَذَلِكَ يرى الله تَعَالَى فِي مَنَامه بِحَسب ايمانه كَمَا قد بسط فِي غير هَذَا الْمَوْضُوع وَلِهَذَا كثير من أهل الزّهْد وَالْعِبَادَة يكون من أعوان الْكفَّار وَيَزْعُم أَنه مَأْمُور بذلك ويخاطب بِهِ ويظن أَن الله هُوَ الَّذِي أمره بذلك وَالله منزه عَن ذَلِك وَإِنَّمَا الْآمِر لَهُ بذلك النَّفس والشيطان وَمَا فِي نَفسه من الشّرك اذ لَو كَانَ مخلصا لله الدّين لما عرض لَهُ شَيْء من ذَلِك فَإِن هَذَا لَا يكون الا لمن فِيهِ شرك فِي عِبَادَته أَو عِنْده بِدعَة وَلَا يَقع هَذَا لمخلص متمسك بِالسنةِ الْبَتَّةَ واذا كَانَت الرُّؤْيَا على ثَلَاثَة أَقسَام رُؤْيا من الله ورؤيا من حَدِيث النَّفس ورؤيا من الشَّيْطَان فَكَذَلِك مَا يلقى فِي نفس الانسان فِي حَال يقظته ثَلَاثَة أَقسَام وَلِهَذَا كَانَت الْأَحْوَال ثَلَاثَة رحماني ونفساني وشيطاني وَمَا يحصل من نوع المكاشفة وَالتَّصَرُّف ثَلَاثَة أَصْنَاف ملكي وَنَفْسِي وشيطاني فَإِن الْملك لَهُ قُوَّة وَالنَّفس لَهَا قُوَّة والشيطان لَهُ قُوَّة وقلب الْمُؤمن لَهُ قُوَّة فَمَا كَانَ من الْملك وَمن قلب الْمُؤمن فَهُوَ حق وَمَا كَانَ من الشَّيْطَان ووسوسة النَّفس فَهُوَ بَاطِل وَقد اشْتبهَ هَذَا بِهَذَا على طوائف كَثِيرَة فَلم يفرقُوا بَين أَوْلِيَاء الله

1 / 48