La piedad y el ascetismo en la adoración
الزهد والورع والعبادة
Investigador
حماد سلامة، محمد عويضة
Editorial
مكتبة المنار
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٧
Ubicación del editor
الأردن
Géneros
Sufismo
فَإِن تِلْكَ مخلوقة فِيهِ مجبول عَلَيْهَا وَإِنَّمَا يُثَاب اذا ترك مَا تطلبه تِلْكَ الشَّهْوَة وَحَقِيقَة الْأَمر أَنَّهُمَا متلازمان فَمن اتبع نفس شَهْوَته الْقَائِمَة بِنَفسِهِ اتبع مَا يشتهيه وَكَذَلِكَ من اتبع الْهوى الْقَائِم بِنَفسِهِ اتبع مَا يهواه فَإِن ذَلِك من آثَار الارادة وَاتِّبَاع الارادة هُوَ امْتِثَال أمرهَا وَفعل مَا تطلبه كالمأمور الَّذِي يتبع أَمر أميره ولابد أَن يتَصَوَّر مُرَاده الَّذِي يهواه ويشتهيه فِي نَفسه ويتخيله قبل فعله فَيبقى ذَلِك الْمِثَال كَالْإِمَامِ مَعَ الْمَأْمُوم يتبعهُ حَيْثُ كَانَ وَفعله فِي الظَّاهِر تبع لاتباع الْبَاطِن فَتبقى صُورَة المُرَاد الْمَطْلُوب المشتهى الَّتِي فِي النَّفس هِيَ المحركة للانسان الآمرة لَهُ وَلِهَذَا يُقَال الْعلَّة الغائية عِلّة فاعلية فَإِن الانسان لِلْعِلَّةِ الغائية بِهَذَا التَّصَوُّر والارادة صَار فَاعِلا للنفعل وَهَذِه الصُّورَة المرادة المتصورة فِي النَّفس هِيَ الَّتِي جعلت الْفَاعِل فَاعِلا فَيكون الانسان مُتبعا لَهَا والشيطان يمده فِي الغي فَهُوَ يُقَوي تِلْكَ الصُّورَة وَيُقَوِّي أَثَرهَا ويزين للنَّاس اتباعها وَتلك الصُّورَة تتَنَاوَل صُورَة الْعين الْمَطْلُوبَة كالمحبوب من الصُّور وَالطَّعَام وَالشرَاب وتتناول نفس الْفِعْل الَّذِي هُوَ الْمُبَاشرَة لذَلِك الْمَطْلُوب المحبوب والشيطان وَالنَّفس تحب ذَلِك وَكلما تصور ذَلِك المحبوب فِي نَفسه أَرَادَ وجوده فِي الْخَارِج فَإِن أول الْفِكر آخر الْعَمَل وَأول البغية آخر الدَّرك وَلِهَذَا يبْقى الانسان عِنْد شَهْوَته وهواه أَسِيرًا لذَلِك مقهورا تَحت سُلْطَان الْهوى أعظم من قهر كل قاهر فَإِن هَذَا القاهر الهوائي القاهر للْعَبد هُوَ صفة قَائِمَة بِنَفسِهِ لَا يُمكنهُ مُفَارقَته الْبَتَّةَ وَالصُّورَة الذهنية تطلبها النَّفس فَإِن المحبوب تطلب النَّفس أَن تُدْرِكهُ وتمثله لَهَا فِي نَفسهَا فو مُتبع للارادة وَإِن كَانَت الذهنية والتزين من الزين وَالْمرَاد التَّصَوُّر فِي نَفسه والمشتهى الْمَوْجُود فِي الْخَارِج لَهُ محركان التَّصَوُّر والمشتهى هَذَا
1 / 27